الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 2422 العمر : 55 الموقع : فلسطين-غزة المزاج : هادئ وسام : المزاج : SMS : لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد الدوله : البلد : : فلسطين نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6007 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: عبدالله بن جحش المجدع في الله الجمعة سبتمبر 26, 2008 8:40 pm
~¤§ عبدالله بن جحش المجدع في الله §¤~
هو عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن
كثير من بني خزيمة ، أخو زينب بنت جحش رضي الله عنهما
زوج النبي صلى الله علية وسلم ، وهو ابن عمة رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، ذلك لأن أمه أميمة بنت عبد المطلب كانت عمة
النبي صلى الله علية وسلم .
~¤§ اسلامه §¤~
أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، وهاجر
الهجرتين إلى الحبشة ثم هاجر إلى المدينة ، وجعله رسول الله
صلى الله عليه وسلم أميرا على سرية ، ويقال إنه كان أول
أمير أمره ، وأن غنيمته أول غنيمة غنمها المسلمون.
~¤§ هجرته §¤~
لما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة ،
فرارا بدينهم من أذى قريش ، كان عبد الله بن جحش رضي الله
عنه ثاني المهاجرين إذ لم يسبقه إلى هذا الفضل إلا أبو سلمة.
على أن الهجرة إلى الله ، ومفارقة الأهل والوطن في سبيله ،
لم تكن أمرا جديدا على عبد الله بن جحش رضي الله عنه ، فقد
هاجر هو وبعض ذويه قبل ذلك إلى الحبشة.
لكن هجرته هذه المرة كانت أشمل وأوسع ، فقد هاجر أهله
وذووه ، وسائر بني أبيه رجالا ونساء ، فقد كان بيته بيت
إسلام ، وقبيلته قبيلة إيمان.
فما أن فصلوا عن مكة حتى بدت ديارهم حزينة كئيبة ، وغدت
خواء خلاء كأن لم يكن فيها أنيس من قبل ، ولم يسمر في
ربوعها سامر.
ولم يمض غير قليل على هجرة عبد الله رضي الله عنه ومن معه
حتى خرج زعماء قريش يطوفون في أحياء مكة ، لمعرفة من
رحل عنها من المسلمين ومن بقي منهم ، وكان فيهم أبو جهل
وعتبة بن ربيعة.
فنظر عتبة إلى منازل بني جحش رضي الله عنه تتناوح فيها
الرياح السافيات ، وتخفق أبوابها خفقا وقال :
أصبحت ديار بني جحش خلاء تبكي أهلها.
فقال أبو جهل : ومن هؤلاء حتى تبكيهم الديار ؟
ثم وضع أبو جهل يده على دار عبد الله بن جحش رضي الله عنه ،
فقد كانت أجمل هذه الدور وأغناها ، وجعل يتصرف فيها
وفي متاعها كما يتصرف المالك في ملكه.
فلما بلغ عبد الله بن جحش رضي الله عنه ما صنع أبو جهل
بداره ، ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
" الأ ترضى يا عبد الله ، أن يعطيك الله بها دارا في الجنة ؟ "
قال رضي الله عنه : ( بلى يا رسول الله )
قال صلى الله عليه وسلم :
" فذلك لك "
فطابت نفس عبد الله رضي الله عنه وقرت عينه.
~¤§ امتحان عظيم §¤~
ما كاد عبد الله بن جحش رضي الله عنه يستقر في المدينة بعدما ناله
من أذى على يد قريش ، حتى شاء الله أن يتعرض لأقسى امتحان عرفه
في حياته ، وأن يعاني أعنف تجربة لقيها منذ أسلم.
فقد انتدب الرسول صلى الله عليه وسلم ثمانية من أصحابه للقيام بأول
عمل عسكري في الإسلام ، فيهم عبد الله بن جحش وسعد بن أبي وقاص
رضي الله عنهما ، وقال :
" لأؤمرن عليكم أصبركم على الجوع والعطش "
ثم عقد لواءهم لعبد الله بن جحش رضي الله عنه فكان أول أمير أمر على
طائفة من المؤمنين.
حدد الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جحش وجهته وأعطاه كتابا ،
وأمره ألا ينظر فيه إلا بعد مسيرة يومين.
فلما انقضى على مسيرة السرية يومان نظر عبد الله رضي
الله عنه في الكتاب فإذا فيه :
" إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين الطائف
ومكة ، فترصد بها قريشا ، وقف لنا على أخبارهم "
وما إن أتم عبد الله رضي الله عنه الكتاب حتى قال :
( سمعا وطاعة لنبي الله )
ثم قال لأصحابه :
( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أمضي إلى
( نخلة ) لأرصد قريشا حتى آتيه بأخبارهم ، وقد نهاني عن أن
أستكره أحدا منكم على المضي معي ، فمن كان يريد الشهادة
ويرغب فيها فليصحبني ، ومن كره ذلك فليرجع غير مذموم )
فقال القوم : سمعا وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
إنما نمضي معك حيث أمرك نبي الله.
ثم سار القوم حتى بلغوا ( نخلة ) وطفقوا يجوسون خلال الدروب
ليترصدوا أخبار قريش.
وفيما هم كذلك أبصروا عن بعد قافلة لقريش فيها أربعة رجال هم
عمرو ابن الحضرمي ، والحكم بن كيسان ، وعثمان بن عبد الله ،
وأخوه المغيرة ومعهم تجارة لقريش فيها جلود وزبيب ونحوها
مما كانت تتجر به قريش .
عند ذلك أخذ الصحابة يتشاورون فيما بينهم ، وكان اليوم آخر يوم
من الأشهر الحرم ، فقالوا :
إن قتلناهم فإنما نقتلهم في الشهر الحرام ، وفي ذلك ما فيه من
أهدار حرمة هذا الشهر والتعرض لسخط العرب جميعا ، وإن أمهلناهم
حتى ينقضي هذا اليوم دخلوا في ارض الحرم وأصبحوا في مأمن منا .
وما زالوا يتشاورون حتى أجمعوا رأيهم على الوثوب عليهم وقتلهم
وأخذ ما في أيديهم غنيمة ...
وفي لحظات قتلوا واحدا منهم وأسروا اثنين ، وفر الرابع من أيديهم.
استاق عبد الله بن جحش رضي الله عنه وصحبه الأسيرين والعير متوجهين
إلى المدينة ، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووقف
على ما فعلوه استنكره أشد الاستنكار ، وقال لهم :
" والله ما أمرتكم بقتال ، وإنما أمرتكم أن تقفوا على أخبار قريش ،
وأن ترصدوا حركتها "
وأوقف الأسيرين حتى ينظر في أمرهما ... وأعرض عن العير فلم
يأخذ منها شيئا.
عند ذلك سقط في أيدي عبد الله بن جحش وأصحابه رضي الله
عنهم ، وأيقنوا أنهم هلكوا بمخالفتهم لأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
وازاد عليهم الأمر ضيقا أن إخوانهم من المسلمين طفقوا يكثرون
عليهم من اللوم ، ويزورون عنهم كلما مروا بهم ويقولون :
خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ازدادوا حرجا على حرج حين علموا أن قريشا اتخذت من هذه
الحادثة ذريعة للنيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتشهير به
بين القبائل ، فكانت تقول :
إن محمدا قد استحل الشهر الحرام ، فسفك فيه الدم ، وأخذ
المال ، وأسر الرجال ..
فحزن عبد الله بن جحش وأصحابه رضي الله عنهم على ما فرط منهم ،
ولا عن خجلتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أوقعوه فيه
من الحرج.
~¤§ أول غنيمة §¤~
ولما اشتد عليهم الكرب وثقل عليهم البلاء ، جاءهم البشير يبشرهم
بأن الله سبحانه قد رضي عن صنيعهم ، وأنه أنزل على نبيه في
ذلك قرآنا ...
وقد طفق الناس يقبلون عليهم معانقين مبشرين مهنئين وهم يتلون
ما نزل في عملهم من قرآن مجيد.
فلقد نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى :
(( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد
عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر
عند الله والفتنة أكبر من القتل ))
فلما نزلت الآيات الكريمات طابت نفس الرسول صلى الله عليه وسلم
فأخذ العير وفدى الأسيرين ، ورضي عن صنيع عبد الله بن جحش
وأصحابه رضي الله عنهم إذ كانت غزوتهم هذه حدثا كبيرا في حياة
المسلمين ، فغنيمتها أول غنيمة أخذت في الإسلام ، وقتيلها أول
مشرك أراق المسلمون دمه ، واسيراها أول أسيرين وقعا في أيدي
المسلمين ، ورايتها أول راية عقدتها يد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وأميرها عبد الله بن جحش رضي الله عنه أول من دعي
بأمير المؤمنين.
~¤§ المجدع في الله §¤~
شهد عبد الله بن جحش رضي الله عنه بدر فأبلى فيها من كريم
البلاء ما يليق بإيمانه.
ثم جاءت أحد فكان لعبد الله بن جحش وصاحبه سعد بن أبي
وقاص رضي الله عنهما معها قصة لا تنسى ..
ويروي سعد رضي الله عنه قصته وقصة صاحبه قائلا :
( لما كانت أحد لقيني عبد الله بن جحش وقال : ألا تدعو الله ؟
فقلت : بلى .
فخلونا في ناحية فدعوت فقلت :
يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلا شديدا بأسه ، شديدا حرده
أقاتله ويقاتلني ، ثم ارزقني الظفرعليه حتى اقتله وآخذ سلبه ،