الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 365 العمر : 39 وسام : المزاج : SMS :
الدوله : دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6083 تاريخ التسجيل : 07/03/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: يتبع 00 العفو 000 حسنات وجنات الجمعة يونيو 06, 2008 10:55 am
وربما جاء أحدهم غيرة وحمية وشيطانية ، ينفث في روع المسلم أن يقتص والقصاص حق لا ثواب فيه ، ولكن العفو أعظم أجراً ، وأكثر خيراً ، وأشد اتباعاً لهدي الكتاب العزيز ، والسنة المطهرة ، وأعلى منزلة عند الله وعند عباده ، فإن جاءك الشيطان فاستعذ بالله منه ومن كيده ونفثه ونفخه ، وإياك ووسوسته ، فكثير من الناس يتتبع أقوال الآخرين لاسيما في مواضع حث الله عليها ، ودعا إليها ، ومع ذلك ترى أكثر الناس يدعون لغير مرضاة الله واختياره ، يدعون إلى القصاص والأخذ بالثأر ، وربما أشعروا أهل الدم أن ذلك يريح قلوبهم ، ويشعرهم بالطمأنينة ، وأنهم أخذوا بثأر قتيلهم ، وكل ذلك من كيد الشيطان ، إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ، وتأمل قول ربك تبارك وتعالى حيث قال : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [ النساء120 ] ، وقال سبحانه : { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } [ الأنعام116 ] .
العفو سمة الأتقياء ، وشارة الأوفياء ، والعبَّاد الأنقياء ، العفو يزيد في حسنات الميت ، والعافي عن الجاني ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَا مِنْ رَجُلٍ يُجْرَحُ في جَسَدِهِ جِرَاحَةً فَيَتَصَدَّقُ بِهَا ، إلاَّ كَفَّرَ اللَّهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى عَنْهُ مِثْلَ مَا تَصَدَّقَ بِهِ " [ أخرجه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وقال الألباني صحيح لغيره ] .
وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أصيب بشيء في جسده فتركه لله ، كان كفارة له " [ أخرجه أحمد ] .
فيا أخي صاحب الحق اترك القصاص ، وخذ العفو ، واغفر لمن ظلمك أو اعتدى على قريبك ، فذلكم سبيل الشهامة وأهل الكرامة ، وذلكم دعوة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وفي ذلك مغفرة لمن ظُلم أو قُتل ، فالدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ولو أخذت عوضاً عنه ملايين أو أكثر ، فأعمار الأمة بين الستين والسبعين ، وقليل من يجاوز ذلك ، فاعمل الخير اليوم ، وتجاوز وأصفح عن الغير هنا ، تجد أثرها وريحانتها ، وبردها وثمرتها هناك في جنات النعيم ، وأي لذة وأي فرحة وأي أثر ستجده عندما تُطالب بالقصاص ، والله لن تهدأ نفسك وأنت ترى أهل من طلبت قصاصه وهم يغدون ويروحون ويتوسطون ويهينون أنفسهم لديكم لتعفوا وتصفحوا عن ابنهم أو أبيهم أو أخيهم ، كيف سيهنأ لك بال ، ويقر لك قرار وأنت تراهم يتألمون ، وهو يتألم معهم مرات ومرات كل يوم وليلة ، والله يكفيهم هذا العذاب النفسي ، والتعب الجسدي ، لا نوم ولا طعام ولا راحة ، بل قلق وهم وغم ، لو مات عائلهم لكان أهون عليهم من انتظار العفو أو القصاص . ألا تُحب أن يغفر الله لك ؟ تنازل عن حقك ، واعف واغفر عمن أساء إليك ، يغفر الله لك ذنوبك .
لا تنفذ غيظك : الغيظ من الصفات القبيحة ، والسمات المهينة السيئة ، ولذا حذر منها الشارع الكريم ، ووصف بها أعداءه ، فقال تعالى : { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } [ آل عمران119 ] ، وقال سبحانه : { وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً } [ الأحزاب25 ] .
الغيظ لا يأتي بخير ، بل ريما تغيظ الإنسان حتى ينسى نفسه ، فيقول ويفعل ما لا يوافق الشريعة المطهرة ، أو ما لا يوافق هوى العقلاء من الناس ، ثم يندم حين لا ينفع الندم ، ولهذا إذا غيظ الإنسان فليحلم وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وليترك المكان الذي هو فيه ، فإن الشيطان قد حضره ، ولا يركن إلا إلى أهل العلم والفضل والدعوة إلى الله تعالى ، فهم خير معين له على عدوه اللعين اللدود .
كظم الغيظ فوز بالحور العين في الجنان ، وكمال بالأمن والإيمان ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ : " مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللَّه سُبْحَانَهُ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلائِقِ ، حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الْحُورِ الْعينِ مَا شَاءَ " [ أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه ، وابن ماجه ، وقال الألباني رحمه الله : حسن لغيره ] .
وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلّم : " مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ ، مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ ، كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّه " [ أخرجه ابن ماجة ، وقال المنذري : رواته محتجّ بهم في الصحيح ، وقال الألباني رحمه الله : صحيح لغيره ] . منذ أن خلق الله الخلق وهم يتسابقون في مضمار الحياة الفانية ، ابتغاء الجنة العالية ، في الآخرة الباقية ، وكل مؤمن صدق الله في إيمانه ، يبتغي بكل عمل يعمله ، أو قول يقوله ، يبتغي به وجه الله والدار الآخرة ، فكل ما في الحياة مهر للآخرة ، كل ما في الدنيا طريق للوصول لرضى الرحمن ، والفوز بالجنان ، والنجاة من النيران ، فهل إذا جاء الوقت الذي يبين العبد لربه صدق نيته ، وحسن قصده ، يزيغ وينتكس وينكص على عقبيه ، وإذا دُعي إلى العفو والغفران ، يشتري الدنيا ويبيع الآخرة ، لهو عبد خاسر ، كاسد التجارة ، فلا أعظم من أن يبتغي الإنسان بالعفو والصفح مرضاة الله تعالى ، وشراء جوار النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وجميع الصالحين من هذه الأمة المحمدية ، فلنعف ولنصفح ، ولنسامح ولنتسامح ، هذه هي دعوة الدين الصحيح ، عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه ، أن رسولَ اللّه صلى الله عليه وسلم قال : " لا تَباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابَروا ، وكونوا عبادَ اللّه إخواناً ، ولا يَحلُّ لمسلمٍ أن يَهجُرَ أخاهُ فوقَ ثلاث ليال " [ متفق عليه ] .
فلا تنفذ غيظك أيها المسلم إن قدرت على إنفاذه ، وتذكر أبوان سقيمان حزينان منكسران ، ينتظران خروج ولدهما ليبرهما ، وتذكر أبناء وبنات ينتظرون الإفراج عن والدهم ليجتمع شملهم ، ولا تنسى زوجة يكاد الهم والحزن يحرق قلبها ، فلا معين لها بعد الله إلا زوجها ، ولا منفق عليها إلا هو فلا تغلق الحياة في عيونهم ، ولا تطفأ سراج الاجتماع بينهم بغيظ تملك قلبك ، وغضب سيطر عليك ، وارحم أسرة تنتظر عائلها أو ابنها أو أخوها ، اعطف عليهم وارفق بهم ، واحتسب ذلك عند ربك وربهم ، فالجزاء بأكثر مما تتصور ، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى العفو ، والله جل جلاله دعا إليه ، عنْ أنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ : " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم رُفِعَ إلَيْهِ شَيْءٌ فِيهِ قِصَاصٌ ، إلاَّ أمَرَ فِيهِ بِالْعَفْوِ " [ أخرجه الخمسة إلا الترمذي ، وقال الشوكاني في نيل الأوطار : إسناده لا بأس به ] .
العفو عز في الدنيا والآخرة :
ولا ينكر ذلك إلا جاحد بكتاب الله تعالى ، وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وإلا فالنصوص الشرعية كثيرة وفيرة دالة على فضل العفو عن القصاص ، والصفح عن الحقوق ، والتجاوز عن الزلات والخطيئات .
فكم من الناس من قدر على الانتقام من قاتل أو مذنب بحقه أو حق قريبه ، ووفقه الله للقدرة على القصاص ومع ذلك عفا وصفح وغفر ، فيا الله ما أعظم الخير الذي غنمه ، وما أكثر الأجر الذي حظي به ، فهنيئاً له فضل الله الذي يؤتيه من يشاء ، قال تعالى : { وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النــور22 ] هذا هو الرفعة في الآخرة ، المغفرة من الله فور العفو والصفح عن المذنبين ، وهل هناك أعظم من مغفرة الله تعالى لذنوب عباده يوم القيامة ؟ فما أحوجنا إلى العفو عن الناس ليغفر الله لنا ذنوبنا ويرحمنا ، ويستر عيوبنا .
الله جل وعلا يحذرنا من الغيظ ، ويبين لنا أن كظم الغيظ منزلة لا يستطيعها إلا من وفقه الله للقيام بها من المؤمنين الصادقين ، ووعد على ذلك موعوداً كل الناس يتسابق إليه ، قال تعالى : { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } [ آل عمران 133- 136 ] .
فقوله تعالى: { وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } أي : لا يُعْمِلُون غضبهم في الناس ، بل يكفون عنهم شرهم ، ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل ، ثم قال تعالى : { وَٱلْعَـافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِۗ } أي : مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم ، فلا يبقى في أنفسهم موجدة على أحد ، وهذا أكمل الأحوال ، ولهذا قال تعالى : { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } فهذا من مقامات الإحسان ، وفي الحديث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " ثَلاَثٌ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنْ كُنْتَ لَحَالِفاً عَلَيْهِنَّ : لاَ يَنْقُصُ مَالٌ مِنْ صَدَقَةٍ فَتَصَدَّقُوا ، وَلاَ يَعْفُو عَبْدٌ عَنْ مَظْلَمَةٍ إلاَّ زَادَهُ اللَّه بِهَا عِزًّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلاَ يَفْتَحُ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إلاَّ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ " [ أخرجه أحمد وقال الألباني : صحيح لغيره ] .
وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُشْرَفَ لَهُ الْبُنْيَانُ ، وَتُرْفَعَ لَهُ الدَّرَجَاتُ ، فَلْيَعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ ، وَيُعْطِ مَنْ حَرَمَهُ ، وَيَصِلْ مَنْ قَطَعَهُ " [ أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ] .
جزاء سيئة المسيء عقوبته بسيئة مثلها من غير زيادة , فمن عفا عن المسيء , وترك عقابه , وكظم غيظه ، وأذهب غضبه ، وتنازل لوجه الله ، وأصلح الودَّ بينه وبين المعفو عنه ابتغاء وجه الله ، فأَجْرُ عفوه ذلك على الله ، ومن كان أجره على الله فلن يندم لا محالة ، بل سيجني من الكريم أعظم الكرم ، ومن الجواد أفضل الجود ، وهل هناك أفضل من دخول الجنة ورؤية وجه الملك الجبار سبحانه وتعالى ، فطوبى ثم طوبى لمن تنازل عن حقه ، وعفا عمن أساء إليه ، فالله يحب المحسنين .
وتذكر أن وراءك يوماً ثقيلاً ، يوماً يجعل الولدان شيباً ، وأنت هناك تنادي بالحسنة فربما لا تجدها ، لأنك مهما عملت في هذه الدنيا فلن توفي حق نعمة واحدة من نعم الله عليك ، فاعمل صالحاً واعف عن مسيءٍ أساء إليك ، وتنازل عمن أخطأ بحقك ، وأصفح عمن قتل قريبك ، أو ظلم عزيزاً عليك ، فأجر ذلك يوم القيامة ، يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية .
وأعرف أحد التجار قُتل أحد أبنائه ، ومع ذلك فقد عفا عن القاتل في ساحة القصاص ، وتنفيذ الحكم ، فهلل الحاضرون وكبروا ، وشكروا له صنيعة ، وهو الآن يحظى بمكانة كبيرة وعظيمة في قلوب جيرانه ومن يعرفونه ، لأنه صفح وسمح لوجه الله ، وترك شيئاً هو قادر على أن ينفذه ، ابتغاء رضوان الله ، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، هذا هو قول النبي صلى الله عليه وسلم ، لقد عوضه الله أبناء آخرين ، وعوضه الله صبراً يحتسبه عند الله تعالى ومنزلة وقدراً في قلوب من حوله ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه ، أن رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال : " يقولُ اللّهُ تعالى : ما لعبدي المؤمِن عندي جَزاءٌ إذا قَبَضتُ صفيَّه مِن أهلِ الدنيا ثمَّ احتَسَبه إلا الجنّة " [ متفق عليه ] .
عن أبي مُوسى الأَشْعَري رضي الله عنه قالَ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إذا ماتَ وَلَدُ العبدِ المؤمنِ ، قالَ اللَّهُ للملائكةِ : قَبَضْتُم وَلَدَ عبدِي ؟ قالوا : نَعَمْ ، قال : قَبَضْتُم ثَمَرَةَ فؤادِه ؟ قالوا : نَعمْ ، قال : فَمَا قال ؟ قالوا : استرجَعَ وحَمِدَكَ ، قالَ : ابْنُوا لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ وسَمُّوهُ بيتَ الحَمْد " [ أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان وغيرهم ] .
فلا تحرمن نفسك هذا الأجر أيها المسلم ، بيت في الجنة إذا عفوت عن خصمك وغريمك ، فوز بجنة عرضها السموات والأرض ، إذا صفحت عن قاتل حبيبك وقريبك ، أي مسلم يضيع هذا الأجر مقابل شؤم الانتقام ، ورغبة التشفي ، وليس هذا خلق المسلم ، بل الأعظم من الانتقام أن تتنازل وتعفو وتصفح وتحسن إلى من أساء إليك ، لأن الله يحب المحسنين .
فوائد العفو والغفران :
1- العفو والغفران ، من مظاهر حسن الخلق . 2- العفو والغفران ، دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام . 3- العفو والغفران ، دليل على سعة الصدر ، وحسن الظن . 4- العفو والغفران ، ثمرة محبة الله عز وجل ، ثم محبة الناس . 5- العفو والغفران ، أمان من الفتن ، وعاصم من الزلل . 6- العفو والغفران ، دليل على شرف النفس وكمال خصالها . 7- العفو والغفران ، يهيئان المجتمع والنشء الصالح للحياة . 8- العفو والغفران ، طريق نور وهداية لغير المسلمين [ نضرة النعيم 7/2910 ] .
قال الله تعالى : { فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ } [ المائدة 45 ] . وقال ابن تيمية رحمه الله : " العفو إحسان ، والإحسان هنا أفضل " [ مجموع الفتاوى ] .
وذهب الفقهاء رحمهم الله تعالى إلى مشروعية العفو عن القصاص ، لقول الله تعالى : { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ } [ البقرة178 ] . أسأل الله تعالى أن يقينا الفتن والشرور ، ويمنحنا الفرح والسرور ، ودخول الجنة دار الحبور ، وأسأله سبحانه أن يوفق المحسنين العافين عن المذنبين إلى كل خير ، وأن يجعل تنازلهم في موازين حسناتهم ، ويلهمهم الصبر والسلوان ، وأن يجمعهم بأحبائهم وأمواتهم في جنة الرضوان ، وأن يعلي لهم الدرجات ، ويزيد لهم في الحسنات ، ويغفر لهم السيئات ، وأن يبيض وجوههم ، وينور بصائرهم ، ويسلك بهم طريق الصالحين والصديقين ، إنه سبحانه جواد كريم ، قريب مجيب ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
كتبه يحيى بن موسى الزهراني إمام الجامع الكبير بتبوك سابقاً والكاتب بموقع زاد المعاد
ضع اعلانك هنا نصي او بنري او اعلان لجوجل
بيانات العضو
عسوله
مشرف
معلومات العضو
الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 1404 العمر : 41 المزاج : مستانسه دوم والحمد الله SMS : لي متى نحبس مطرنا واحنه تونا بالسهر
الدوله : البلد : : مملكة البحرين نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6028 تاريخ التسجيل : 13/05/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: رد: يتبع 00 العفو 000 حسنات وجنات الجمعة يونيو 06, 2008 5:29 pm
تسلمين اختي على الموضوع الحلو ويعطيك العافيه وتقبلي مروري
ضع اعلانك هنا نصي او بنري او اعلان لجوجل
بيانات العضو
نور
مرشح
معلومات العضو
الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 365 العمر : 39 وسام : المزاج : SMS :
الدوله : دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6083 تاريخ التسجيل : 07/03/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: رد: يتبع 00 العفو 000 حسنات وجنات الجمعة يونيو 06, 2008 7:56 pm