الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 2422 العمر : 55 الموقع : فلسطين-غزة المزاج : هادئ وسام : المزاج : SMS : لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد الدوله : البلد : : فلسطين نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6007 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: مع التابعي عون بن عبد الله رحمه الله الخميس أكتوبر 02, 2008 2:53 pm
مع التابعي عون بن عبد الله رحمه الله
هو أبو عبد الله عون بن عتبة بن سعد الهذلي الكوفي، أخو فقيه المدينة عبيد الله. حدث عن أبيه وأخيه وابن المسيب وابن عباس وعبد الله بن عمرو وطائفة. وحدث عنه إسحاق بن يزيد الهذلي وآخرون. وثقه أحمد ويحيى بن معين والبجلي والنسائي. وقال علي بن المديني: صلى عون خلف أبي هريرة رضي الله عنه. توفي رحمه الله سنة بضع عشرة ومائة وذكره البخاري فيمن توفي بين عشر ومائة وعشرين ومائة.
كان أبو عبد الله من آدب أهل المدينة وأفقههم، وزهادته في الدنيا، والترفع عن حطامها من خلائقه التي عُرف بها وقد اشتهر بكثرة ذكره وتنسكه، وشديد خوفه من الله، وكثرة بكائه بين يديه، حتى إذا ذكر أهل الخشية البكاؤون كان في مقدمتهم.
ولا بدع: فعلى قدر المعرفة يكون الخوف، وقد أثنى الله على قوم يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روى ابن عباس رضي الله عنهما: "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله". ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، كما أخبر الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه().
وكم تغسل الدموع من خطايا، وكم تطفئ من نيران. ولقد غلب هذا الأمر على عون رحمه الله حتى عرف به في مجلسه وحديثه، فقد روى سفيان بن عُيينة عن أبي هارون وموسى بن يحيى قال: "كان عون يحدثنا ولحيته ترش بالدموع".
هذا: وقد سمع أبو عبد الله من أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما وأدرك أبا جحيفة. وروى ابن المديني عنه أنه قال: صليت خلف أبي هريرة، ويقال: إن روايته عن أبي هريرة وعائشة (مرسلة) كما ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله. وذكر أبو نوف الهذلي عن أبيه أن عوناً رحمه الله كان من آدب أهل المدينة وأفقههم.
ويتحدث عنه أبو نعيم الأصفهاني فيقول: "الراكن إلى ذكر الله والساكن إلى ضمان الله، المفارق المترفين والكبرياء، المرافق للمساكين والفقراء. كان لمسير الأجل مبصراً، ولغرور الأمل محذراً. كان على نفسه نائحاً، وإلى الحق رائحاً..."
وهذه طاقة دامعة مما كان يقوله في بكائه وذكر خطيئته: قال رحمه الله: "ويحي بأي شيء لم أعص ربي. ويحي إنما عصيته بنعمته عندي. ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها وبقيت تبعتها عندي في كتاب كتبه كُتّاب لم يغفلوا عني. ويحي: طاوعت نفسي وهي لا تطاوعني!! طاوعتها فيما يضرها ويضرني. ويحها: ألا تطاوعني فيما ينفعها وينفعني. أريد إصلاحها وتريد أن تفسدني. ويحها إني لأنصفها وما تنصفني، أدعوها لأرشدها وتدعوني لتفسدني. ويحها تريد اليوم أن تربيني وغداً تخاصمني..
رب فعافني منها وعافها مني، حتى لا أظلها ولا تظلني، وأصلحني لها وأصلحها لي، فلا أهلكها ولا تهلكني، ولا تكلني إليها ولا تكلها إلي.
ويحي! كيف أفر من الموت وقد وكل بي. ويحي! كيف أنساه ولا ينساني. ويحي! إنه يقص أثري، فإن فررت لقيني وإن أقمت أدركني. ويحي! هل عسى أن يكون أظلني فمساني أو صبحني؟ أو طرقني فبغتني؟
ويحي! أزعم أن خطيئتي قد أقرحت قلبي، ولا يتجافى جنبي، ولا تدمع عيني، ولا يسهر ليلي، ويحي! كيف أنام على مثلها ليلي، وهل ينام على مثلها مثلي... ويحي! لقد خشيت أن لا يكون هذا الصدق مني، بل ويلي إن لم يرحمني ربي. ويحي! كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي ولا يبعثني إلى ما يذهبها عني..."
رحم الله أبا عبد الله في الخائفين الوجلين، ورحم الله أبا عبد الله في الربانيين الزاهدين الذاكرين. وسبحان من فتح لأحبائه مغاليق المعرفة فغمرهم نورها، وأكرمهم بالخشية فكانت طريقهم إلى الوصول، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.