الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 2422 العمر : 55 الموقع : فلسطين-غزة المزاج : هادئ وسام : المزاج : SMS : لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد الدوله : البلد : : فلسطين نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6011 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: نظرات فى قصه موسى والخضر عليهما السلام الخميس أكتوبر 02, 2008 2:34 pm
نظرات فى قصة موسى والخضر عليهما السلام -------------------------------------------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على النبى محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فى سورة الكهف نجد القصة المشهورة .. قصة النبى كليم الله موسى مع الرجل الصالح الخضر .. ومع اختلاف الآراء فى شخصية الخضر .. إلا أننى سأتعرض لنقطة واحدة فقط من القصة كلها ..
ألا وهي .. الغيب
في الجزء الأول من القصة (حادثة السفينة) نجد أن سيدنا الخضر عندما فسر سبب ما فعله بالسفينة ، فقال : "فأردت أن أعيبها" .. نسب الإرادة والمشيئة لنفسه.
فى الجزء الثانى من القصة (حادثة الغلام) ، قال : " فأردنا أن يبدلهما ربهما" ... نسب الإرادة لنفسه ولغيره.
فى الجزء الثالث منها (حادثة البيت الذى أصلح بناءه) .. قال : " فاراد ربك " .. نسب الإرادة لله تعالى خالصة ..
ومع احترامنا الكامل لوجهة النظر القائلة .. إنه نسب إحداث العيب فى السفينة لنفسه ... ونسب الإصلاح لله تعالى ... وهى وجهة مقبلوة محترمة ، إلا أن هناك جانب آخر.
**** حادثة السفينة ليست غيباً : فالرجل سواح فى الأرض ، ويعلم دروبها وطرقها وربما ركب عدد من المراكب ، وهو يعلم تماما أن سكة السفينة سوف تمر بقراصنة أو ما شابه فيأخذوها إن كانت سليمة ، فقام باجتهاد شخصى .. وببصيرة ثاقبة (مدعومة بنور الله تعالى) بإحداث عيب فيها .. عيب لا يغرق الناس ، ولكنه يمنع ذلك الملك الظالم أن يأخذها .. إذن هو الذي تصرف من تلقاء نفسه (طبعا تحت مظلة نور البصيرة الإلهية) لذلك قال : "فأردت". والله أعلم
**** حادثة الغلام أعقد : فهو لا يعرف الغلام ولا أهله .. لقد رأى بنور الله تعالى وبموهبة الفراسة التى أعطاها الله له .. أن الغلام (قد) يكون شقياً فاسداً إلى آخره من صفات الفساد ، لكن من أعلمه أن (أبواه مؤمنين) .. هنا تعددت الأطراف .. الله أولا بوحيه له-بأية وسيلة - أن أبوي هذا الغلام مؤمنين ، وهو ثانياً وربما معه الملائكة -الله أعلم- بعلمه وبفراسته وخبرته رأى فساد الغلام ، هنا أرادت جميع الأطراف أن يرحم الله أبوى الغلام، فقال : "فأردنا" .. والله أعلم.
**** حداثة الجدار فى القرية أعقد وأكثر عمقاً .. من أين له أن يعرف أن الجدار لغلامين (أولاً ذكور ... ثانياً عددهم 2 )، من أين له أن يعرف أنهم (يتيمين) ومن أين له أن يعرف أنه (كاااااان أبوهما صالحاً) ... عدة أمور غيبية محضة ... لا يعلمها إلا الله تعالى .. فالخضر ليس من أهل القرية .. ولا يعلم ساكنيها - والله أعلم - لذلك الخضر ليس له من الأمر شيء ، لذا قال : "فأراد ربك" ... الله وحده ولذا قال بعدها : " وما فعلته عن أمرى " ... من الأقوال من يرجح أن الخضر يقصد بهذه الجملة الأحداث الثلاثة ، ومن الأقوال من يرجح أنه يقصد الحادثة الأخيرة فقط فهو لم يكن يدرى شيئا وما عل شيئاً بأمره ولكن الله أمره - والله أعلم. إذن الأسلوب القرآني .. رائع دقيق ... فى كل حالة نسب الإرادة إلى مريديها - سبحان الذى قال :"اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ" أرجو أن أكون قد أفدتكم وفى انتظار المناقشة ....