أسرار ترتيب القرآن الكريم

مدير المنتدى

القرآن الكريم... الكتاب السماوي الخاتم، نزل على نبي الله الخاتم، ليكون دستوراً للدين الخاتم...

ولئلا تطاله يد التحريف، ولأنه الكتاب الأخير، كان لا بد لهذا الكتاب أن يُحفظ... فكان وعد الله قاطعا:

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (سورة الحجر/9)

وعلى الرغم من أن الله سبحانه وتعالى أيد نبيّه الخاتم بالعديد من المعجزات، إلا أن الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون معجزة محمد (ص) الأساس، هي كتابه - القرآن الكريم...

وبما أن زمان نبوة محمد (ص)، ونزول القرآن الكريم، كان زماناً تباهى فيه العرب بلغتهم، بشِعرهم، بأدبهم... كان لا بد أن يكون هذا الكتاب معجزاً من حيث الصياغة اللغوية، وتحدى ربُ العالمين الجنَ والإنسَ أجمعين بأن يأتوا بمثل هذا الكتاب، ثم سهّل شروط التحدي، فتحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثل سور القرآن، ثم تحداهم بأن يأتوا ولو بسورة ...

ولكن وللوهلة الأولى يخيّل للمرء أن الإعجاز القرآني اقتصر على الصياغة اللغوية، حين تحدى قوماً اشتهروا بتمكنهم من اللغة العربية...

ولكن كلنا نعرف أن زمن الشعراء قد ولّى، وأن سوق عكاظ قد انقرض منذ قرون وقرون، وأنه ليس من المنطقي أن يتحدانا رب العالمين باللغة، في حين نحن قوم هذا الزمان لا نكاد ننطق اللغة العربية... فأين الإعجاز القرآني من زماننا هذا؟!

وإذا كان كتاب الله هذا معجزة خالدة لكل زمان ومكان كما يدّعي المسلمون، فأين هذا الكتاب وإعجازه مما توصل له البشر من علوم في العصر الحديث؟!

وهل ذلك التحدي الذي أطلقه رب العالمين لا يزال قائماً؟!

وهل اقتصر ذلك التحدي على الإتيان بمثل القرآن من حيث الصياغة اللغوية فقط، أم يشمل التحدي جوانب إعجازية أخرى؟!!

الحقيقة، أن الدارس للقرآن الكريم يتوصل في نهاية الأمر أنه يقف وسط منجم من الذهب القرآني الذي لا تُعرف حدوده... ومهما كان اختصاص ذلك الدارس للقرآن، فإنه يجد أن القرآن يتحداه...

فالشاعر والأديب يقفان مكتوفي الأيدي أمام جمال اللغة والخطاب القرآنيان...

والطبيب يجد نفسه تلميذاً أمام حقائق القرآن الطبية، بعد أن كان يظن أنه وصل إلى قمة الإكتشافات الطبية وأن أحداً لم يسبقه إليها...

والفلكي يجد نفسه لا يزال في "ألِف باء" الفلك في حين القرآن يقدم له حقائق من أطراف الكون...

والمؤرخ يجد نفسه أمام حقائق تاريخية ومستقبلية لا تقبل الرفض والتحريف...

والقائمة تطول وتطول وتطول...

وفي عصر الأرقام، أين الإعجاز القرآني من الأرقام والكومبيوتر؟!!

هذه مجلة جديدة طال انتظارها من قِبَلي أولاً ومن قِبل القراء ثانياً، أتشرف بتقديمها إلى من يؤمن ومن لا يؤمن بالقرآن، حتى يزداد الذين اهتدوا هدى، ويهتدي من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً... ومن يغلِّب لغة العقل والمنطق على لغة العصبية والموروثات الدينية...

أطلقت عليها إسم "شذرات" أي قطع الذهب...

فالقرآن الكريم كتاب "لا تفنى عجائبه" (كما يصفه رسول الله(ص))، ولا أظن أنه سيأتي يوم نتمكن فيه من كشف كل أسرار القرآن (إلا بظهور القرآن الناطق سليل النبوة الإمام المهدي (عج))...وحتى ذلك اليوم سنبقى نحاول التنقيب عن أسرار القرآن الذهبية في المنجم القرآني الذي لا يعرف حدوداً، ربما نتمكن من اكتشاف بعض "الشذرات"...