الشكر من الاعضاء : 5 عدد الرسائل : 3924 العمر : 45 الموقع : قطر العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : طيب المزاج : SMS : تحياتي لكم:
جــريـح الـمشــاعـر الدوله : البلد : : قطر دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 10575 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: بريرة.. وقفة صادقة في حديث الإفك الأربعاء يوليو 02, 2008 2:50 pm
بريرة.. وقفة صادقة في حديث الإفك
نحن اليوم أمام صحابية عظيمة هي بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وقد تزوجت من مغيث. وكانت لعتبة بن أبي لهب، وقال عبد الواحد بن أيمن عن أبيه: دخلت على السيدة عائشة فقلت: يا أم المؤمنين، إني كنت لعتبة بن أبي لهب، وقد اشترط من باعوني الولاء، فمولى من أنا؟
فقالت السيدة عائشة رضي الله عنها: يا بني دخلت علي بريرة وهي مكاتبة، فقالت: اشتريني. قلت: نعم. فقالت: انهم لا يبيعوني حتى يشترطوا ولائي. فقلت: لا حاجة لي فيك.
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “ما بال بريرة؟”، فأخبرته. فقال صلى الله عليه وسلم “اشتريها فأعتقيها ودعيهم فيشترطون ما شاؤوا” فاشتريتها فأعتقتها، فقال: “الولاء لمن أعتق، ولو اشترطوا مائة مرة”.
وعن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبدا اسود، يسمى مغيثا بن جحش وكان حرا، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم فيها اربع قضيات:أن مواليها اشترطوا الولاء فقضى أن الولاء لمن اعتق، وخيرت فاختارت نفسها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت أراه يتبعها في سكك المدينة يعصر عينيه عليها.
وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها: كانت في بريرة ثلاث سنن: عتقت، فخيرت في زوجها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم والبرمة على النار تفور بلحم، فقرب إليه من أدم البيت، فقال: “ألم أر البرمة”؟ قالوا: بلى، ذلك لحم تصدق به على بريرة، وأنت لا تأكل الصدقة. قال: “هو عليها صدقة ولنا هدية”.
ويذكر ابن عباس رضي الله عنهما: ان زوج بريرة يوم اعتقت كان عبداً لبني المغيرة أسود يقال له مغيث، والله لكأني به في طرق المدينة يتبعها ودموعه تنحدر يترضاها فأبت. وهي تقول: لا حاجة لي فيك.
وعن ابن سيرين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بريرة، فكلمها فيه، فقالت: يارسول الله، أهو واجب، قال: “لا إنما أشفع له”.
موقف مشرف
وتحكي كتب السيرة أن لهذه الصحابية موقفاً مشرفاً مع السيدة عائشة وكذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك قبل نزول البراءة من الله، حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم سأل واستشار من حوله من الأصحاب والأقارب فيما يقال عن عائشة رضي الله عنها، قبل نزول القرآن بالبراءة، فسأل اسامة بن زيد وعلياً بن ابي طالب، فأشار اسامة بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود.. فقال: يا رسول الله اهلك ولا نعلم الا خيرا.
أما علي بن ابي طالب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وان تسأل الجارية تصدق الخبر.
وأراد الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه أن يهون الامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لم يصدق ما يزعمه المنافقون وأيضا اشار عليه أن يسأل الجارية عن اخلاق واحوال السيدة عائشة والجارية هي الخادمة الملازمة لسيدتها بالبيت، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجارية بريرة فقال لها: “أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة”؟
فقالت بريرة: والذي بعثك بالحق إن ما رأيت عليها أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن -الدواجن- فتأكله.
وفضائل الصحابية الجليلة بريرة كثيرة ذكرتها كتب السيرة والسنة في مواضع كثيرة لا تحصى، وكان لها نصيب وافر في خدمة السيدة عائشة والرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك في الجهاد في سبيل الله حيث كانت تخرج مع السيدة عائشة تؤدي دورها مع الصحابيات الاخريات من سقاية المجاهدين وتطبيب الجرحى.
والثابت أن الصحابية الجليلة بريرة كانت دائما في خدمة السيدة عائشة رضي الله عنها وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت ذات شجاعة نادرة وبطولة. وليس عجبا أن تكون كذلك فهي تعيش مع السيدة عائشة أم المؤمنين وابنة الصديق وزوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكانت بريرة مثالاً في الكرم والجود والعطاء، وعاشت صابرة مؤمنة تحافظ على دينها واسلامها وكانت حياتها مثال الزهد والتقوى، والخوف من الله.
وتوفيت الصحابية الجليلة بريرة رضي الله عنها في زمن خلافة يزيد بن معاوية كما جاء ذكر ذلك في الطبقات لابن سعد والمستدرك والاستيعاب وأسد الغابة وأعلام النساء، فرضي الله عن بريرة وأدخلها فسيح جناته.