الشكر من الاعضاء : 5 عدد الرسائل : 3924 العمر : 45 الموقع : قطر العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : طيب المزاج : SMS : تحياتي لكم:
جــريـح الـمشــاعـر الدوله : البلد : : قطر دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 10572 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: صفية بنت عبد المطلب صاحبة أول مستشفى ميداني الأربعاء يوليو 02, 2008 2:35 pm
صفية بنت عبد المطلب صاحبة أول مستشفى ميداني
عندما لاحت مقدمات النصر في غزوة أحد ترك الرماة من المسلمين مواقعهم، وشغلوا أنفسهم بجمع الغنائم.
انقضت عليهم قوات المشركين، فتحول النصر إلى هزيمة لكن الرسول صلى الله عليه وسلم واصل الجهاد مع فريق من المجاهدين حتى أصيب.
وفي هذه اللحظات الحرجة ألقت صفية بنت عبد المطلب وعاء الماء الذي تسقي به وانطلقت تجاهد برمحها في سبيل الله، وتصرخ في الفارين المتخاذلين:
“ويحكم!! انهزمتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!”.
غضبت صفية رضي الله عنها عندما رأت المسلمين يتخلون عن رسالتهم الحقيقية وينصرفون إلى عرض الدنيا الزائف الفاني، وتقدمت الصفوف تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لم تدافع عنه لأنه ابن شقيقها عبدالله، ولكن لأنه رسول الله، وصاحب دعوة الحق إلى الناس في كل مكان.
عندما استشهد أخوها حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد رآها الرسول صلى الله عليه وسلم تتجه إليه فقالت لابنها الزبير: ردها عن رؤيته.
قال لها: يا أماه، إن رسول الله يأمرك أن ترجعي، فدفعته في صدره وقالت: ولم؟ قد بلغني أن مُثّل بأخي، غضبت في أول الأمر غضبا شديدا ثم عادت.
واستغفرت واحتسبت حمزة عند من لا تضيع ودائعه وقالت: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ودعت دعاء الصابرين: “إنا لله وإنا إليه راجعون”. ثم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدفنه مع عبد الله بن جحش ابن أخته وأخيه في الرضاعة.
وحمزة بن عبد المطلب من الفرسان الذين أعز الله بهم الإسلام.
مر أبو جهل عمرو بن هشام على الرسول صلى الله عله وسلم عند الصفا فسبه وآذاه بطريقة قبيحة لم يرد عليه النبي. توجه أبو جهل إلى الكعبة وأخبر سادة قريش بما فعله بمحمد.
عاد حمزة من الصيد وكان من عادته أن يطوف بالكعبة قبل العودة إلى منزله، أخبرته جارية بما وقع لابن أخيه فغضب وتوجه إلى أبي جهل وضربه بالقوس فشج رأسه وقال:
أتسب محمدا وأنا على دينه؟ ومضى الفارس إلى أبن أخيه وأعلن إسلامه.
وفي يوم أحد، وبعد استشهاده بقرت هند بنت عتبة بطنه وقضمت قطعة من كبده لأنه قتل أباها وأخاها، وهذا ما أغضب صفية وأثار حفيظتها في هذا اليوم كما أغضب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته.
وصفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام أول فارس في الإسلام، أعدته بعد وفاة أبيه ليكون جنديا من جنود الله. وكما تربى على الأخلاق الكريمة تدرب على خوض المعارك وفنون القتال، أخذ عنه أبناؤه هذه الخصال وساروا على نفس المنهج ونسجوا على نفس المنوال.
شاركت صفية في معظم الغزوات، تسقي الفرسان وتداوي جراحهم وتراقب تحركات العدو وتحبط مؤامراتهم.
وكانت في الستين من عمرها وهي تقاتل وتشارك في الغزوات وتجاهد في سبيل الله.
وفي غزوة خيبر قامت بدور شهير في التاريخ الإسلامي اتخذت لها خيمة مع رفيدة الأسلمية وعدد من النساء المسلمات لتقديم الخدمة الطبية للمقاتلين في سبيل الله وهي بذلك صاحبة أول مستشفى ميداني بمفهوم العصر الحديث.
وقد حدد لهن الرسول صلى الله عليه وسلم نصيبا من الغنائم اعترافا بهذا الدور الكبير لكنها لم تكن تريد مالا ولا جاها بل تنتظر جزاء المتقين الصابرين.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحافظ على النساء والأطفال خاصة في أوقات الغزوات، يبحث عن حصن آمن لهم حتى لا يتعرضوا للغدر أو الأسر. في يوم الخندق الذي هاجمت فيه قريش المدينة المنورة بإيعاز من يهود بني قريظة أمر بنقل النساء والأطفال إلى حصن لحسان بن ثابت “شاعر الرسول”، وكانت صفية بنت عبد المطلب مع النساء أخذت تراقب ما يجري حول الحصن ومن يحوم حوله حتى رأت رجلا من الأعداء قبل مطلع الفجر، أخبرت شاعر الرسول بأمر هذا الرجل وما يدور في عقلها ويجيش في صدرها، وطلبت منه الخروج إليه والقضاء عليه.
قال لها: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا، وهو يعني أنه لا يستطيع ذلك: وهو لا يستطيع عن خوف أو جبن، ولكن لأنه في هذا الوقت شيخ كبير، مصاب في ذراعه. تصدت للموقف بشجاعة فأخذت عمود خيمتها وخرجت من الحصن، فهجمت على الرجل وضربت على رأسه ضربة واحدة فأردته قتيلا.
وقيل إن الأعداء ظنوا عندما شاهدوا قتيلهم أن محمدا ترك نساءه وأطفاله في صحبة فرسان أشداء فعادوا من حيث جاءوا.
كانت غزة بدر درسا قاسيا للمشركين، ونصرا كبيرا للمسلمين وكانت غزوة أحد درسا وعبرة لمن ترك الواجب، وشغلته الدنيا عن الآخرة. انتصر المسلمون أول الأمر رغم قلة عددهم وهزموا بعد أن خالفوا أمر رسول الله وتركوا مواقعهم لجمع الغنائم، وعاد إليهم النصر مرة أخرى بفضل فئة منهم آمنت بالله، وبرسوله صلى الله عليه وسلم استمروا في مواقعهم ودافعوا عن نبيهم وقدوتهم، وكانت صفية بنت عبد المطب بين المجاهدين الذين لم يغادروا مواقعهم كانت في هذا اليوم تسقي الجنود، وتداوي الجرحى، فلما اشتد الخطب، تركت دورها إلى دور أكبر، وانطلقت برمحها تقاتل المشركين وتنتصر لدين الله.
عاشت صفية بنت عبد المطلب عزيزة كريمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الخلفاء الراشدون قدرها، ويعترف الصحابة الكرام رضي الله عنهم بفضلها.
انتقلت إلى جوار ربها في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين من الهجرة، بعد أن بلغت من العمر أكثر من سبعين عاما.
صلى عليها عمر بن الخطاب ودفنت بالبقيع. رحم الله صفية بنت عبد المطلب الصابرة المجاهدة، صاحبة أول مستشفى ميداني في غزوات الإسلام.