الشكر من الاعضاء : 5 عدد الرسائل : 3924 العمر : 45 الموقع : قطر العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : طيب المزاج : SMS : تحياتي لكم:
جــريـح الـمشــاعـر الدوله : البلد : : قطر دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 10572 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: فاطمة بنت الخطاب أخت الفاروق عمر الأربعاء يوليو 02, 2008 2:22 pm
فاطمة بنت الخطاب أخت الفاروق عمر
أنعم الله عليها بفطرة سوية، ونفس زكية، كانت مع زوجها من السابقين إلى الإسلام، لم تنتظر إذنا من والد أو تصريحا من شقيق، لكنها سعت إلى الدين الحق، تؤمن بتعاليمه وتحترم حدوده، فتحت قلبها للقرآن
الكريم تحرك لسانها بمرونة كلماته، وتحفظ سوره وآياته.
مضت منذ البداية في طريق الهداية، مع زوجها التقي الورع سعيد بن زيد، احد المبشرين بالجنة.
تعلما القرآن الكريم على يد الصحابي الجليل خباب بن الأرت، الذي سبقهما إلى الإسلام، كان يجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم يحفظ ما نزل به الوحي من آيات الذكر الحكيم ويتلوها عليهما، ويفسرها لهما. كل ذلك كان يجري في الخفاء خوفاً من بطش السفهاء، ولعل أعظم أدوارها في خدمة الإسلام أنها كانت سبباً في دخول أخيها إلى حياض الدين الحق، وأخوها هو الفاروق عمر بن الخطاب.
غضب عمر لظهور هذا الدين الجديد، الذي سفه أحلامهم وحطم معتقدات آبائهم وأجدادهم، وأعلن انه سيواجه هذا الدين بكل ما أوتي من قوة، حتى لو وصل الأمر إلى قتل من جاء يدعو إليه ويرفع لواءه.
تتبع عمر بن الخطاب اثر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يسمع ما يتلوه على أصحابه وتأمل أحوال الدين الجديد، وما أحدثه من تغيير كبير في حياة أتباعه وما أعطاه من عزة وكرامة لمن آمن به من الفقراء والبسطاء.
أدرك عمر بفطنته وفراسته وحسن بلاغته أن هذا الكلام الذي يتلوه أتباع محمد ليس بكلام شاعر أو بحديث كاهن، لكنه كلام آخر يختلف عما سمع وعرف تمام الاختلاف.
مضى الرجل القوي إلى محمد صلى الله عليه وسلم يجد في البحث عنه ويقتفي أثره يريد البطش به وبأصحابه. فقالوا له هلا رجعت إلى أهل بيتك فتقوّم أمرهم، بعد أن أسلمت أختك فاطمة وزوجها سعيد.
ارتد عمر إلى أهله غاضبا كالمارد، فسمع نفس الكلام الذي يتلوه أصحاب محمد يتردد في بيت أخته. دخل إلى البيت ومعه سيفه، وسأل عما سمعه وهل اتبعا دين محمد، وخرجا عن ملة آبائهم وأجدادهم؟ كان غضبه شديدا مضاعفا، لأن أخته آمنت بالدين الجديد دون أن تخبره، وغضب أيضا من زوجها وصديقه أن يفعل نفس الشيء، ضربه ضربة قوية وانقض عليه، فلما دافعت أخته عن زوجها صفعها صفعة قوية أسالت الدم من وجهها.
كان خباب يقرأ لهما ما تيسر من سورة طه، ولما أدرك عمر الباب أخفوا الصحيفة وانطلق القارئ إلى الداخل. تحركت عاطفة القربى في قلب عمر وهو يرى الدماء تسيل على وجه أخته الطيبة الوديعة ويتأمل أبعاد الموقف.
صاحت فيه بقوة وأدب “إن الحق في غير دينك يا عمر، لكن الحق في دين الله، نعم أسلمنا لله وآمنا بمحمد نبيا ورسولا، فاصنع ما بدا لك”، تعجب الرجل من أمر أخته، وتلك القوة التي تتحدث بها، وما حل بها من إرادة وعزم ويقين، أي سر في هذا الدين الجديد؟ طلب منها أن تعطيه الصحيفة فأبت، أقسم لها بأنه سيردها إليها بعد أن يقرأها فوافقت بشرط، قالت له: “يا أخي هذا كتاب الله، كتاب كريم، لا يمسه إلا المطهرون قم واغتسل”، ففعل، ثم أعطته الصحيفة فقرأها.
وما إن وصل إلى قوله تعالى “لتجزى كل نفس بما تسعى” قال: ما هذا بقول بشر.
سمع خباب قول عمر فخرج وهو يقول “والله، إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعاء نبيه، فإني سمعته بالأمس يقول: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام”، طلب عمر أن يدلوه على طريق محمد فصحبه خباب إلى دار الأرقم، وهناك أعلن إسلامه وشهد انه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم “ألسنا على الحق، إن متنا أو حيينا، ففيم الاختفاء”؟ خرج المسلمون من الدار في صفين إلى المسجد والرسول بينهما وعلى رأس أحدهما حمزة بن عبد المطلب وعلى رأس الآخر عمر بن الخطاب. أطلق عليه الرسول يومها لقلب “الفاروق” لأنه فرق بين الحق والباطل، كما كناه بأبي حفص، وحفص من أسماء الأسد.
مضت فاطمة بنت الخطاب في طريقها تبذل قصارى جهدها من أجل الدعوة الإسلامية، تدعو النساء إلى اتباع الدين الحق، وتقرأ عليهن القرآن الكريم وتشرح لهن آياته وكلماته وأسلم على يديها عدد كبير من النساء.
ومضى زوجها في الطريق نفسه يدعو إلى الإسلام، كان أبوه رجلاً كريماً عاقلاً طيباً يدين بدين الله قبل بعثة النبي، وهو زيد بن عمرو بن نفيل، اعترض على حياة الجاهلية وآمن بدين إبراهيم الخليل عليه السلام.
قال الابن الصالح: يا رسول الله إن أبي كان كما رأيته وبلغك، ولو أدرك لآمن بك واتبعك، فاستغفر له، فاستغفر له الرسول صلى الله عليه وسلم. مرت الأيام والأعوام، وذهبت أقوام وجاءت أقوام، وبقيت الذكرى الطيبة درسا وعبرة لكل مسلم ومسلمة.
وعندما أدركت فاطمة بنت الخطاب أن الإسلام هو الدين الحق آمنت به، ولما علمت أن محمدا هو رسول الله صدقته وآزرته، ولما أيقنت أن القرآن الكريم هو كتاب الله حفظت آياته وكلماته وتعلمتها وعلمتها وكانت سببا في هداية عدد كبير من المسلمين وأولهم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين.
كان إسلام الفاروق عمر فتحا، وهجرته نصراً، وإمارته رحمة، وخلافته عدلاً، ومسيرته علماً وعملاً. دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يعز الله الإسلام بأحد العمرين، واستجاب السميع العليم لدعائه وكانت فاطمة بنت الخطاب سبباً في إسلام أخيها، ودخوله في دين الله، رحمها الله رحمة واسعة مع زوجها وأخيها في الخالدين.