الشكر من الاعضاء : 4 عدد الرسائل : 429 العمر : 34 الموقع : ارض السنة العمل/الترفيه : طالب علم المزاج : هدوء العاصفة المزاج : SMS : الاسلام نعمة يجب ان نشكر عليها الله
الدوله : البلد : : تارودانت دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6261 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: آداب عامة في الاسلام الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 3:56 pm
الحمد لله رب السماوات ورب الأرض رب العالمين، وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفق من شاء من عباده لمكارم الأخلاق، وهداهم لما فيه صلاحهم وسعادتهم في الدنيا ويوم التلاق. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أفضل الخلق على الإطلاق، أدّبه ربه فأحسن تأديبه، وأنزل عليه الكتاب والحكمة وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيماً، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.
أما بعـــد:
فيا أيها المسلمون أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (النحل: 128).
إخــوة الإيمــان:
إن الإسلام دين يقوم على الخلق العظيم والأدب الكريم، ويجعل ذلك من صميم رسالته، بل هو قوامها وعنوانها وثمرتها، وكل العبادات في الإسلام تلتقي عند هذه الغاية فقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم مهمة رسالته في قوله الكريم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" رواه مالك. وكان صلى الله عليه وسلم ولا يزال، المثل الأعلى في ذلك، وحسبه قول ربه له: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4) كما رتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كمال الإيمان على حسن الخلق وتمام الأدب فقال: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) رواه الترمذي وصححه. والآداب التي شرعها الله على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، آداب شاملة وعامة، آداب في الأكل، وآداب في الشرب، وآداب في اللباس والنوم، وآداب في معاملة الناس وآداب في كل شيء…. وتمثل هذه الآداب الإسلامية في شتى نواحي الحياة، حضارة رائعة، لأنها شرعت لترتقي بالحياة الإنسانية إلى أعلى مراتب الكمال الخلقي والنفسي والاجتماعي، مشتملة على الولاء والإخاء والمحبة والتعاون على البر والتقوى، تحت نور الإسلام وهداه، قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 71). وقال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (متفق عليه).
أيها المسلمون:
ومن هذه الآداب العامة: "أدب الطريق"، والطريق نعمة من الله تعالى على خلقه، ومن أهم شرايين الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، قال تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (الزخرف: 10). وقد بلغ اهتمام الإسلام بالطريق مبلغاً عظيماً، حتى حماه من مجرد صوت خلخال المرأة تحت ثيابها، قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور: 31). كما دعا الإسلام إلى عدم الجلوس في الطرقات إلا لضرورة، فإن هم جلسوا فعليهم الالتزام بآداب الطريق وقانونه الصارم، فعن أبي سعيد الخدرى – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد، نتحدث فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه فقالوا وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" متفق عليه. ومن الآداب الإسلامية العامة "أدب الموظف". وهو المكلف من قبل الدولة بالقيام بأمور تتعلق بمصالح الناس وحوائجهم، وعلى المؤمن الصادق أن يقوم بعمله الوظيفي على أكمل وجه وأن يبذل وسعه في قضاء مصالح الناس المتعلقة به، وأن يعاملهم معاملة كريمة، وأن يراقب الله تعالى الذي لا تخفى عليه خافية، والقائل جل شأنه: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (يونس: 61). وليعلم الموظف أن إخلاصه في عمله هو الجزء الأكبر من عبادته لربه فحري به أن يؤديه وكأنه في صلاة، خاشعاً لله، راغباً فيما عنده، ليكون من عباد الله الذين اختصهم بقضاء حوائج الناس، الآمنين من عذاب الله يوم القيامة.
أيها المسلمون:
ومن الآداب الإسلامية العامة "المحافظة على المرافق العامة". وهي شرايين الحياة للناس على مختلف أنواعها ودرجاتها، فمنها (الماء) الذي به حياة كل شيء، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (الأنبياء: 30) فعلينا أن نحافظ عليه ولا نسرف فيه حتى لا نحرم من حب الله تعالى القائل: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (الأعراف: 31). ومنها الكهرباء وهي في غاية الأهمية لكل الناس، إذ ينتفع بها كل صغير وكبير، فواجب علينا شرعاً المحافظة عليها بلا إتلاف أو إسراف. وهناك مرافق عامة كثيرة، كالوزارات والمستشفيات والمدارس والجامعات، وكل المؤسسات التي أنشئت لمصالح الناس، فعلينا أن نحافظ عليها وأن نتعامل معها بالرفق والحرص كما نتعامل مع أشيائنا الخاصة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" متفق عليه. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمسلمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله المحمود بكل لغة ولسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الرحيم الرحمن، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد الأنام، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد فيا عباد الله:
اتقوا الله تعالى، وتأدبوا بما أدبكم الله به على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وراقبوا الله في السر والعلن، واتقوا الله ويعلمكم الله، والله بكل شيء عليم.
إخــوة الإيمـان:
إن للاهتمام بالآداب الإسلامية العامة ثمرات عظيمة في حياة الفرد والمجتمع، وذلك أن هذه الآداب قد انتظمت شتى جوانب الحياة ومختلف مناشط الأفراد، فكان للإسلام في كل موقف أدب وفي كل حركة توجيه. ومن أهم الثمرات التي تجتنى عن طريق التخلق بتلك الآداب: أنها طاعة ومرضاة لله عز وجل وسبب لدخول الجنة فقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بينما رجل يمشي في طريق إذ وجد غصن شوك فأخره فشكر الله له فغفر له". ومن ثمراتها: أنها صلاح للفرد وعون له على التمسك بالسنن والواجبات قال عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى: من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة. ومن ثمرات الآداب والتمسك بها: أنها صلاح للمجتمع، تورثه التراحم والتعاطف والتوادد، وتنقيه من الشحناء والبغضاء، ومن أسباب ذلك ما علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم كافأتموه" أخرجه النسائي وأبو داود (وهو حديث صحيح). ومن تلك الثمرات: توجيه اهتمام الأفراد وطاقاتهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) أخرجه مالك وأحمد. ومن ثمرات الآداب كذلك: أنها دعوة إلى فضائل القيم ومحاسن الأخلاق، تشيع في المجتمع النظافة والطهارة الحسية والمعنوية، بما فيها من معاني المروءة والنبل واتقاء ما يشين من الأخلاق والعادات، ومن ذلك القبيل قوله صلى الله عليه وسلم: "من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مساجدنا يؤذينا بريح الثوم" أخرجه الشيخان وغيرهما. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا إنك رؤوف رحيم. اللهم احفظ أمير البلاد الحبيب وولي عهده الأمين، واحفظ هذا البلد وأهله ومن فيه، واجعله آمناً مطمئناً، وسائر بلاد المسلمين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وأقـــم الصــلاة
[b]
ضع اعلانك هنا نصي او بنري او اعلان لجوجل
بيانات العضو
الشقى
مرشح
معلومات العضو
الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 663 العمر : 34 العمل/الترفيه : الماسنجر وسام : المزاج : SMS : ما كل ما يتمناه المرء يدركه .. تجري الرياح بما لاتشتهي السفن الدوله : البلد : : مملكة البحرين دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6541 تاريخ التسجيل : 21/01/2009
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: رد: آداب عامة في الاسلام الأربعاء نوفمبر 18, 2009 6:25 pm
جزاك الله خير اخوي abdelali على الموضوع
ضع اعلانك هنا نصي او بنري او اعلان لجوجل
بيانات العضو
ابو عمار السلفي
مرشح
معلومات العضو
الشكر من الاعضاء : 4 عدد الرسائل : 429 العمر : 34 الموقع : ارض السنة العمل/الترفيه : طالب علم المزاج : هدوء العاصفة المزاج : SMS : الاسلام نعمة يجب ان نشكر عليها الله
الدوله : البلد : : تارودانت دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6261 تاريخ التسجيل : 17/11/2009
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: رد: آداب عامة في الاسلام السبت ديسمبر 26, 2009 1:21 pm