الشكر من الاعضاء : 7 عدد الرسائل : 1016 العمر : 48 المزاج : رايقة الدوله : دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 7214 تاريخ التسجيل : 13/06/2009
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: مكسوفة منه ...؟؟؟ الخميس سبتمبر 10, 2009 1:24 am
مقال جميل من الأستاذه / إبتسام بوقرى و نشر بجريدة المدينة السعودية يوم الأثنين 7.9.2009
خلال متابعتي برنامج بيني وبينكم الذي يعرض كل عام في رمضان وفي هذا الشهر الفضيل
استوقفتني قصة أو لمحة سريعة قالها مقدمه الداعية الكويتي د.محمد العوضي، وذكر أنه اتصل به المنشد أو الجسيس السعودي - لاأذكرإسمه- وقد كان أستضافه في لقاء سابق من البرنامج، المهم أنه أتصل به من مكة حيث كان في الحرم وأخبره أنه توجد إمرأة مصرية ترفع يدها بالدعاء واقفة وظهرها للكعبة - والمفترض أن يكون وجهها لها فهي قبلة المسلمين حيثما كانوا فكيف إذا وجدوا أمامها!!- فلاحظها هو وغيره وقالوا لها: ياست لازم يكون وجهك مقابل بيت الله في الدعاء، فقالت: عارفه، فتعجبوا منها وسألوها لم تخالف ذلك؟؟ فقالت بكل عفوية: أنا مكسوفة منه !!
ياآآلله ... لهذه الدرجة استشعرت تلك المرأة المؤمنة البسيطة الخجل من خالقها لذنوبها، وكلنا خطائين .. ولكن هل كل مذنب يشعر بمثل هذا الكسوف من ربه ؟!
إن مافعلته مخالف للهدي النبوي ولاندعو أن يفعله أحد .. لكنه يعبر عن مشاعرها ، وذكرني بما حدثنا به نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن رجل من بني إسرائيل طلب من أبنائه أن يحرقوه بعد موته وينثروا رماده على الجبال، فبعثه الله وسأله لم أراد ذلك فقال: خشيتك يارب من كثرة ذنوبي!! فغفر الله له.. رغم أنه غاب عن باله أن من خلقه سيرجعه ثم يحاسبه.
ويكفي أن نتدبر قوله تعالى: (وماقدروا الله حق قدره).. لنستحضر عظمته وقدرته سبحانه جلا وعلا.
ونحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان وفيها ليلة خير من ألف شهر، فماذا أعددنا لها من تذلل وخضوع وخشوع وانكسار بين يدي العزيز الجليل، وعمل صالح يحسب لنا بنية صادقة وإخلاص. وهي فرصة لنعبر مثل تلك المرأة عن خجلنا من المنعم الكريم الذي عطاياه نازلة لنا ومعاصينا صاعدة إليه، ونعمه علينا لاتحصى طوال أعمارنا عموماً وفي شهر الخير والبركات خصوصاً.
في هذه الليلة التي اصطفاها الله أي عمل تقوم به يعادل 84 عاما تقريبا وأكثر..
فهل سنقضيها في العبادة أم في الأسواق؟ في مساعدة المحتاجين أم في الجدل؟ في القيام والقرآن أم في مشاهدة البرامج والمسلسلات؟؟ ولاندري هل سنحيا لننال هذه المنحة الربانية مرة أخرى في رمضان القادم.. فلا نضيعها.
قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانأ واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه)
اللهم وفقنا لقيامها وأجعلنا فيها من الفائزين.. آمين.