الخضراوات الطازجة .. كانت حلم صعب المنال لفترة طويلة لدي رواد الفضاء ، حيث يقتصر طعامهم المتعارف عليه حتى وقت قريب علي مساحيق مجففة او معجون في انابيب الا ان ظروف الرحلات الفضائية تغيرت وسيحظون قريباً بامتيازات متاحة عادة لسكان الارض ، تتمثل في تناول الخضراوات والفواكه الطازجة ، حيث أعلنت شركة "باراجن سبايس دفلبمنت" التي ابرمت شراكة مع وكالة ناسا الأمريكية خلال تجارب سابقة على مركبات فضائية وعلى محطة الفضاء الدولية "اي اس اس"، عن برنامج زراعة زهور واطعمة على سطح القمر.
ووفقا لما ذكرته شبكة "ميدل ايست اونلاين " ، تعد "واحة القمر" خيمة زراعية انبوبية الشكل ذات قاعدة من الالومينيوم ثلاثية الاقدام ، والهدف منها هو زراعة الشتول على سطح القمر حيث تقل الجاذبية عن جاذبية الأرض بست مرات.
وستطلق الخيمة المصغرة "اوديسي مون ليميتد" وهي شركة خاصة تعنى بتطوير رحلات البشر الى الفضاء.. ، حيث ستحمل علي متنها بذور الكرنب وهي احدى انواع الملفوف، حيث اختيرت هذه البذور بالذات لانها تنبت وتزهر في 14 يوماً، وتعتبر هذه الدورة السريعة ملائمة لتجارب على القمر.
وأٌقر جين جياكوميلي، وهو استاذ في قسم العلوم الطبيعية في جامعة اريزونا، في جنوب غرب البلاد حيث مركز الشركة، بأنه "مهتم جداً بهذا المشروع ، مشيرا إلي ناسا اقتطعت من الاموال المخصصة لدعم انظمة التجدد الحيوي في الفضاء، مما دفع بمعظم مراكز الابحاث العاملة في هذا الحقل الى الاقفال".
ويعمل الأستاذ وتلامذته على خيمة شمسية خاصة بهم ، كما تعمل الجامعة في الوقت نفسه على "غرفة زراعية بدون تربة"، وذلك في موقع للمؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم في المحيط المتجمد الجنوبي.
ويضيف جياكوميلي ان الظروف في هذا الموقع من ارتفاع عن سطح البحر وانخفاض الضغط الجوي ورياح تجعل الحرارة تنخفض الى مئة درجة مئوية تحت الصفر، تشكل "محاكاة ناجحة" للظروف على القمر.
وهذه الخيمة الزراعية تتواجد منذ اكثر من خمس سنوات في القطب الجنوبي، اشد المناطق برودة على كوكب الارض، وهي تسمح للباحثين هناك بتناول الطماطم والخس والفليفلة والفراولة.
وتنتج الخيمة حوالي ثلاثين كيلوجراما من الخضار اسبوعياً، اي ما يكفي لتحضير طبقين من السلطة يومياً لكل من العلماء الـ75.
ويقول جياكوميلي "ليس هذا ضرباً من ضروب الخيال العلمي. نحن نملك التكنولوجيات التي تتيح لنا تطوير الحياة على كواكب اخرى ان اضطررنا لمغادرة كوكبنا".
زهور "الماري جولد"
والبداية كانت أوربية إلي حد ما ، حيث أعلن علماء في مركز الفضاء الأوروبي "إيسا" أن اليوم الذي ستتفتح فيه الزهور على القمر قد اقترب.
واضافوا ان التجارب توصلت إلى إمكانية زراعة زهور "الماري جولد" وسط صخور مشابهة إلى حد كبير لسطح القمر.
ويعتبر البعض أن نمو النباتات على سطح القمر سيكون الخطوة الأولى للاستقرار البشري هناك.
وقد تم طرح هذا البحث في مؤتمر اتحاد الجيوساينس الأوروبي والذي انعقد العام الماضي في العاصمة النمساوية فيينا ويضم أكبر تجمع لعلماء أوروبيين يدرسون الأرض ومناخها وجيرانها في الفضاء.
وأعرب العالم البارز برنار فوينج عن اعتقاده بان نمو النباتات على القمر قد يكون مفيدا كأداة لتعلم سبل تكيف الحياة في ظروف القمر وكوسيلة عملية مساعدة لاقامة قواعد بشرية هناك.
وقال فوينج: إن نمو النباتات على سطح القمر ستبين كيف يمكن الحفاظ على الحياة البسيطة في ظل ظروف بيئة صعبة ، ثم أضاف قائلا: ولا أجد ما يمنع من تنفيذ نفس الفكرة على الفواكه مثلا حيث يمكن شق سطح القمر بأدوات معينة ووضع البكتيريا والبذور ويمكن للعلماء اختيار النباتات والبذور التي تتلاءم وظروف القمر.
غير أن أحد المراقبين في المؤتمر استبعد أن تصبح زراعة الماري جولد أو التيوليب أو الكرنب على سطح القمر جزءا من استراتيجية، وقال "إنه خيال علمي".