الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 553 العمر : 39 المزاج : SMS :
الدوله : دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 5876 تاريخ التسجيل : 29/11/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: العقيدة والتربية في صمود الأمم السبت ديسمبر 13, 2008 2:07 pm
العقيدة والتربية في صمود الأمم
[size=9]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم الى يوم الدين ..وبعد .
فلا تخفى على العاقل اللبيب البصير بنشأة الأمم والحركات والجماعات وتطورها وبقائها .. إن الأصل الأصيل في كل ذلك هي العقيدة التي تبنى عليها هذه الأمم ومدى إلتزام أصحابها بهذه العقيدة وقناعتهم بها .
فلا يمكن لأي أحد في الأرض مهما أوتي من القوة والمقومات المادية أن يقود الناس ثم يصل بهم إلى ما يريد إن لم يمتلك الفكر المعظمة التي يتمحور حولها الخلق وعلى هذا فإنك ترى الأنبياء وهم المسددون من عند بديع السماوات والارض كان أول ما دعوا إليه هو العقيدة وجعلوها المثابة التي يجتمع عليها الناس وهي عندهم مع الاخلاص فقياس الولاء والبراء والصلاح والفساد وسائر ما يقيمون به أتباعهم وأعدائهم وحتى أصحاب الدعوات الباطلة والكفرية عندما أرادوا قيادة الأمم عمدوا في بادئ أمرهم إلى صناعة الفكرة التي تجذب حولها الأتباع وإن كانت باطلة المهم أنها تصلح للتجنيد والترويج فأنت ترى الغرب والشرق يتصارعون على فكرة رئيسة تتعلق بمعاش الناس فهؤلاء إشتراكيون وهؤلاء إسلاميون وعلى هذا الأساس تبعتهم شعوبهم وكل طرف يلمع بصورته ويزدري الآخر بكل ما أوتي من دهاء ومكر .
فهذه هي القاعدة الأولى التي يجب أن يسترشد بها من أراد قيادة الناس ولكن الله عز وجل فرض علينا في ديننا ان لا ندعوا إلا بما أمرنا ولا ننهى إلا عما نهى عنه وزجر فلا يسوغ لنا أن ندعوا الناس بالذي يريدون وحوله يجتمعون وهذا السبيل الوحيد الذي تستجلب فيه معينة الله ويتنزل به النصر ولو بعد حين وهو الذي يجب على الكل العناية به والتمسك بعزه وهو الذي نوصي به أهل الجهاد عامة وأبطال الجماعة خاصة وهم الذين خبرتهم ساحات الوغى وأذاقوا العدى كؤوس الردى وشفى الله بهم قلوب أهل التقى فجزاهم الله خير الجزاء واحسنه امره في الأخرة والأولى .
إن الذي نعول به على سائر إخواننا إنهم يكثروا من حلق العلم ودروس العقيدة والمنهج وحفظ كتاب الله والسنة والقيام بأعباء الدعوة والصبر على أذى الأعداء قبل أن يكرمهم الله بذروة سنام الإسلام فجمع الله لهم الخيرين وجعلهم أئمة في الشأنين فهم الذين دعوا الناس إلى دينه وتصحيح الإعتقاد به وهم الذين قادوا الأمة في ميادين الرباط والجهاد فحري بهم والحال هكذا ان يكملوا الطريق ويصبروا ويصابروا على شدته والتوائه حتى يتم الله لهم النعمة ويجزل المثوبة ويطيب عيشتهم في الدارين وهم الأولى بذلك والأخرى ..
ومن هنا يتبين الفرق بين اصحاب موسى وأصحاب محمد عليه الصلاة والسلام فأنت ترى أصحاب موسى وكثرة اختلافهم على نبيهم وإرتدادهم على أعقابهم من أول إمتحان ولأي شبه تعترضهم مع كثرة الآيات التي أنزلت إليهم من إنشقاق البحر والمن والسلوى والعصى واليد حتى بلغت التسع اللواتي ذكرهن الله سبحانه وتعالى في قوله (وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا )(102) سورة الإسراء) ومع ذلك لم يطاولوا مع نبيهم ويكملوا معه الطريق حتى إذا وصل إلى القتال فقالوا له إذهب أنت وربك فقاتلا ... فما كان منه إلا أن دعى عليهم وطلب فراقهم ووسمهم بالفسق فقال إني لا املك إلا نفسي وأخي .
وكل هذا والله أعلم أنهم لم يتربوا في أحضان النبوة ولم يتمحوروا حول عقيدة قد بلغت منهم ما يجب أن يبلغ . بل كان خروجهم مع موسى عليه السلام كان خروجا طارئا سريعا للخلاص من فرعون وسطوته كما قال تعالى عن موسى ( فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47)إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) ومثل هكذا حال لا يمكن ان يصبروا أصحابه ويصلوا الى نهاية الطريق .
بينما نجد أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام وقد مكث فيهم ثلاثة عشر عاماً يعلمهم العقيدة قولاً وفعلاً وإعتقادا ويخبرهم بأخبار بالغيب والآخرة والأمم السابقة حتى انبنى لهذا الجيل القرآني العزيمة الذي لم يتلقى من لدن غيره صلى الله عليه وسلم ولم يختلفوا عليه ولم يتلكؤا في تصديقه حتى فيما لا يتصور كالإسراء والمعراج .
وسائر أخبار الغيب ثم أنحاز معهم الأنصار فكانوا نورا على نور حتى قال الجميع في يوم الفرقان )إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون( . لو سرت بنا عرض هذا البحر لسرناه معك ما تخلف منا رجل واحد ولنرينك منا ما تقر به عينك وإنا لصبر في الحرب صدق عند اللقاء ). وهذا هو الفرق بين الجيلين وهو الذي جعل موسى عليه السلام ينتهي امره معهم ( قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)(26)
بينما كان أمر نبينا صلى الله عليه وسلم مع أصحابه أن قال( لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) وقوله عليه الصلاة والسلام (اللهم من لعنته أو جلدته أو شتمته فاجعلها له زكاة يوم القيامة ) وغيرها من النصوص وهذا هو النتاج الطبيعي لسيرة الجيلين مع نبييهما ورد الفعل الطبيعي للقائد بين أتباعه حيث أثمرت سيرة كل جيل ما انتهى إليه قائده معه
وهنا ندعو الإخوة من أسود الجماعة إلى التبصر بهذين المثالين والإعتبار بنتاج كل واحد منهما .
والله يرزقنا واياهم حسن الخاتمة وطيب المعاش والمعاد ونسأله وهو الجدير بالاجابة أن يتم لنا أمرنا ويلهمنا رشدنا وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها ويجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وأن يرفع شهدائنا في أعلى عليين في حواصل طير خضر يسرحون في الجنة حيث شاؤوا وأن يمن على إخواننا في المعتقلات بالصبر والثبات وقرب الفرج وأن يربط على قلوبهم وينزل عليهم السكينة إنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم