الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 2422 العمر : 55 الموقع : فلسطين-غزة المزاج : هادئ وسام : المزاج : SMS : لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد الدوله : البلد : : فلسطين نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 5992 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي الجمعة نوفمبر 07, 2008 3:57 pm
[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في سورة إبراهيم ]رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } *
هذا تعليل من إبراهيم عليه السلام لدعائه المذكور في الآية السابقة لها في قوله تعالى]وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ آمِناً وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ }--أي جنّبنا عبادتها لأنّها سبب في إضلال كثير من النّاس
والأصنام لا تضلّ أحدا لأنّها ليست كائنا عاقلا إنّما تتسبب في الإضلال--كقوله تعالى وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا }--فالحياة الدنيا نفسها لا تغرّ أحدا إنما يتسبب عنها الإغرار
أمّا قوله "{ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنّى} فمعناه من استجاب لي في دعوتي لهم للآيمان فهو جزء منّي متصل بي لا ينفك عنّي وذلك للدلالة على أنّ الوحدة الحقيقية هي وحدة الدّين وأنّ الرابط الحقيقي هو رابط الفكر الواحد
]أي من لم يستجب لدعوتي لدين الحقّ ولم يلحق بجماعة الآيمان التي أقودها فأنت بيدك أن تغفر له وترحمه--وكما تلاحظون لم يطلب لمن عصاه العذاب والنقمة - وكذلك لم يطلب له غفرانا ولا رحمة -والكافر لا غفران ولا رحمة له-- إنما قال ذلك الكلام الحسن - لأنّه كان قد أخذ على نفسه أن لا يتكلم إلّا الجميل من القول - قال قتادة: اسمعوا قول الخليل صلى الله عليه وسلم، والله ما كانوا طعانين ولا لعانين، وكذلك قال نبي الله عيسى ]{ وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
]وعندي بأنّ قوله "فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " شبيه بقوله "بيدك الخير" من حيث عدم ذكر ما يقابلها أو ما يضادها فهو أيضا منتقم عزيز جبّار ]وفي قوله " فَمَن تَبِعَنِى " وقوله "وَمَنْ عَصَانِي " طباق معنوي لأنّ الإتباع طاعة ---- وفيهما أيضا دلالة عل كون إبراهيم كان متلبسا بالدعوة حينما تبعه من تبعه أو حينما عصاه من عصى]