الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 7822 العمر : 53 الموقع : قطر وسام : المزاج : SMS : <!--- MySMS By AlBa7ar Semauae.com -->
<form method="POS الدوله : البلد : : قطر دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 5845 تاريخ التسجيل : 11/06/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: ضوابط خاصة بأبحاث الإعجاز العددي .. السبت أكتوبر 25, 2008 9:47 pm
ضوابط خاصة بأبحاث الإعجاز العددي
منذ أكثر من ألف سنة بحث كثير من علماء المسلمين في الجانب الرقمي للقرآن الكريم، فعدُّوا آياته وسورَه وأجزاءَه وكلماته وحروفَه، وحاول بعضهم تحديد منتصف القرآن. وغالباً ما كانت الإحصاءات تتعرض لشيء من عدم الدقة بسبب صعوبة البحث، وعدم وجود وسائل دقيقة للإحصاء. وإذا تتبعنا الكتابات الصادرة حول هذا العلم منذ زمن ابن عربي وحساب الجُمَّل، وحتى زمن رشاد خليفة ونظريته في الرقم (19)، لوجدنا الكثير من الأخطاء والتأويلات البعيدة عن المنطق العلمي.
وقد يكون من أهم الأخطاء التي يقع فيها من يبحث في هذا العلم ما يُسمّى بالترميزات العددية، أي إبدال كل حرف من حروف القرآن الكريم برقم، وجمع الأرقام الناتجة بهدف الحصول على توافق مع رقم ما، أو للحصول على تاريخ لحدث ما. وقد يكون من أكثر أنواع التراميز شيوعاً ما سُمّي بحساب الجُمّل. فقد دأب كثير من الباحثين على إقحام حساب الجُمّل في كتاب الله تعالى، فما هي حقيقة هذا النوع من الحساب؟
ويُعتبر هذا النوع من الحساب الأقدم بين ما هو معروف في الإعجاز العددي. ويعتمد على إبدال كل حرف برقم، فحرف الألف يأخذ الرقم 1، وحرف الباء 2، وحرف الجيم 3، وهكذا وفق قاعدة "أبجد هوّز". وتختلف هذه القاعدة من حضارة لأخرى، فنجد أن كل شعب من الشعوب القديمة يحاول أن يعطي لحروف أبجديته أرقاماً محددة لا ندري على أي أساس تم ترتيبها.
وإنني أوجه سؤالاً لكل من يبحث في هذه الطريقة: ما هو الأساس العلمي لهذا الترقيم؟ وأظن بأنه لا يوجد جواب منطقي أو علمي عن سبب إعطاء حرف الألف الرقم 1، وحرف الباء الرقم 2،... لماذا لا يكون الباء 3 مثلاً؟ إن هذا الحساب لم يقدّم أية نتائج مقنعة، وإن كنا نلاحظ أحياناً بعض التوافقات العددية الناتجة عن هذا الحساب. ولكن إقحام حساب الجمّل في كتاب الله تعالى، قد يكون أمراً غير شرعي، وقد لا يُرضي الله تعالى. لذلك فالأسلم أن نبتعد عن هذا النوع وما يشبهه من ترميزات عددية للأحرف القرآنية، والتي لا تقوم على أساس علمي أو شرعي، حتى يثبُت صِدْقُها يقيناً.
مبالغات يجب الابتعاد عنها
يُلاحظ على معظم الباحثين في الإعجاز العددي أنهم يركزون بحثهم في الأرقام، ويضخّمون حجم النتائج التي وصلوا إليها، ويُغفلون بقية جوانب الإعجاز القرآني، كالإعجاز البلاغي والتشريعي، أليس في ذلك مبالغة ينبغي الابتعاد عنها؟ إن هذه الملاحظة موجودة فعلاً، ولها ما يبررها! فالبحث عن معجزة رقمية في كتاب هو القرآن لا يحوي أية معادلات أو أرقام باستثناء أرقام السور والآيات، هذه المهمة صعبة للغاية، وتتطلب من الباحث أن يكرس كل وقته وجهده وعمله لهذا البحث الشائك. وتزداد المهمة صعوبة إذا علمنا أنه لا توجد بعد مراجع أو ضوابط لهذا العلم الناشئ.
وعلى كل حال ينبغي على من يبحث في الإعجاز العددي أن يهتم ويستفيد من بقية وجوه الإعجاز القرآني، ويدرك بأن المعجزة الرقمية ما هي إلا جزء يسير من بحر إعجاز كتاب الله تعالى. ويدرك أيضاً أن الإعجاز العددي تابع للإعجاز البياني وكلاهما قائم على الحروف والكلمات. فكل آية من آيات القرآن الكريم تتميز بوجود إعجاز بياني
فيها وتتميز أيضاً بوجود بناء رقمي محكم لحروفها وكلماتها.