الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 2422 العمر : 55 الموقع : فلسطين-غزة المزاج : هادئ وسام : المزاج : SMS : لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد الدوله : البلد : : فلسطين نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6007 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: عبد القادر الحسيني.. شهيد معركة القسطل الإثنين أكتوبر 20, 2008 9:49 pm
هو عبد القادر "موسى كاظم" بن سليم الحسيني، والده حصل على لقب باشا وشغل عدة مناصب مهمة في الدولة العثمانية فعمل متصرفًا (مسئولاً) لنجْد، كما عمل في اليمن والعراق، وكان عضوًا بمجلس "المبعوثان" (المجلس النيابي) باستنبول نفسها.
عاشت الأسرة في حي الحسينية بالقدس، وشغل الوالد منصب رئيس بلدية القدس أثناء الحرب العالمية الأولى، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته في عام 1934م، وكان بيت الأسرة ملاذًا وموئلاً للمجاهدين والمفكرين الوطنيين وقاد الوالد العديد من المظاهرات ضد الاحتلال البريطاني منذ عام 1920م، وتوفي نتيجة إصابة جاءته في مظاهرات عام 1933م.
الاستعداد للجهاد الأكبر
ولد عبد القادر بالقدس في صيف عام 1908م، وتلقى العلم في إحدى زوايا القدس، ثم انتقل إلى المدرسة العصرية الوحيدة وهي مدرسة "صهيون" الإنجليزية، وأشرفت على تربيته جدته لأمه "نزهة بنت علي النقيب الحسيني"؛ وذلك لوفاة أمه بعد ميلاده بعام ونصف، وقد كان له أربعة من الإخوة (فؤاد مزارعًا - رفيق مهندسًا- سامي مدرسًا- فريد محاميًا) وثلاثة من الأخوات. وفي فترة الطفولة والصبا اشترك في المظاهرات الوطنية، واهتم بجمع الأسلحة والتدرب عليها منذ بلغ الثانية عشرة.
حصل "عبد القادر" على تعليمه الثانوي من مدرسة "روضة المعارف"، ثم التحق بعد ذلك بالجامعة الأمريكية ببيروت، ولنشاطه الوطني ورفضه لأساليب التبشير تم طرده من الجامعة، فالتحق بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (قسم الكيمياء)، وحرص على ألا يظهر نشاطه أو اعتراضه حتى يحصل على شهادته.
وتخرج منها عام 1932م وفي حفل التخرج مزق الشهادة وقال أمام الأساتذة (هذه شهادتكم خذوها وإني في غنى عنها وإنه لا يشرفني أن أحملها، ولست بحاجة إلى شهادة من معهدكم الاستعماري التبشيري) وأعلن – وسط دهشة الجميع- أن هذه الجامعة لعنة على هذا البلد بما تبثه من سموم وأفكار، وأنه سينادي الحكومة المصرية أن تعمل على إغلاقها؛ وأعلنت الجامعة الأمريكية في اليوم التالي سحب شهادة الطالب عبد القادر الحسيني، وعمت الفوضى، خاصة أن عبد القادر قد أسس رابطة للطلبة الفلسطينيين كان هو رئيسها. وحسمًا للموقف تقدم عبد القادر وأعاد شهادة الجامعة إليها، وحاولت الجامعة منع نشر الخبر، ولكنه تقدم ببيان واضح لكافة الصحف المصرية، فكان الجزاء هو طرده بأمر حكومة إسماعيل صدقي من مصر. وعاد عبد القادر إلى القدس عام 1932م.
وقد تزوج عبد القادر في عام 1935م من فلسطينية، ورزق منها بثلاثة ذكور وفتاة واحدة.
وتولى العديد من المناصب فعمل محررًا في جريدة الجامعة الإسلامية (كانت تصدر في يافا منذ عام 1925م، ورئيس تحريرها الشيخ سليمان الفاروقي)، ثم سكرتيرًا لها، ولقوة المقالات المعادية للاستعمار أغلقت الجريدة، وتم تعليق عودتها على وقف مقالات عبد القادر الحسيني، فتركها عبد القادر من تلقاء نفسه وذلك بعد 6 أشهر فقط من بدء عمله بها.
ثم عمل محررًا في جريدة الجامعة العربية (كانت تصدر بالقدس، ورأس تحريرها منيف الحسيني)، واستمر يكتب بنفس الحماسة التي عرفت عنه، وسار على الجريدة ما كان على سابقتها. ثم محررًا لصحيفة "اللواء" لسان حال الحزب العربي الفلسطيني، ولم تكن ظروف هذه الجريدة بأفضل من سوابقها.
كما عمل موظفًا في إدارة تسوية الأراضي، وهي الإدارة الخاصة بتسجيل أو نزع ملكية الأراضي في فلسطين، وفيها عرف كيف يتم تمهيد فلسطين لقيام دولة إسرائيل؛ فنشر عدة مقالات في فلسطين والعراق وغيرها يشرح فيها المؤامرة البريطانية الصهيونية، وقاد مظاهرة مع والده عام 1933م ضد المؤامرة البريطانية وفيها أصيب هو ووالده، وبسبب جروح والده أفضى الوالد إلى ربه.
ومن من أهم أعماله أثناء وظيفته: قيامه بتحويل كثير من أراضي القرى إلى أوقاف إسلامية؛ حتى لا يتمكن اليهود من الاستيلاء عليها، كما أوقف العديد من الصفقات المشبوهة.
تسلم عبد القادر إدارة مكتب الحزب العربي الفلسطيني في مدينة القدس عام 1935م.وبدأ في تنظيم وحدات فلسطينية سرية، والقيام بتدريبها على السلاح، وتدبير السلاح اللازم لها، وهى التي عرفت بعد ذلك باسم جيش "الجهاد المقدس".
وأثناء تواجده في العراق حيث عمل مدرسًا للرياضيات في بغداد في المدرسة العسكرية بمعسكر الرشيد عام 1939م (كان هاربًا من القوات الإنجليزية) حصل على دورة ضباط احتياط في الكلية العسكرية ببغداد لمدة 6 أشهر عام 1940م. وبعدها حصل على دورة عسكرية في ألمانيا، وتدرب فيها على تصنيع وتفجير القنابل والألغام عم 1944.
بدايات الجهاد
بدأ جهاد عبد القادر منذ عام 1935م؛ إذ آمن بأن الجهاد المسلح هو الطريق الوحيد للوصول إلى الحرية، وقد تأكد له ذلك المعنى بعد استشهاد الشيخ: "عزُّ الدين القسَّام"، فبدأ في تنظيم وحدات من الشباب، وتدريبهم على السلاح.
قام بنفسه بإلقاء قنبلة في عام 1936م على منزل سكرتير عام حكومة فلسطين، والثانية على المندوب السامي البريطاني، ثم اغتيال الميجور "سيكرست" مدير بوليس القدس ومساعده وبدأت أعمال الوحدات الفلسطينية في عام 1936م، فهاجموا القطارات الإنجليزية وقطعوا خطوط الهاتف والبرق.
وبعد انتهاء التدريب المناسب، بدأ يعلن عبد القادر الجهاد على الإنجليز، وبدأت المواجهات الحقيقية مع القوات الإنجليزية، وقد بلغت ذروتها في عام 1939م في موقعة الخضر، وقد أصيب فيها عبد القادر إصابة بالغة وعولج، ولجأ بعدها لفترة إلى العراق.
وعندما قامت ثورة العراق عام 1941م، خاض عبد القادر المعارك إلى جانب العراقيين ضد الإنجليز، واستطاع ببسالته وقف تقدم القوات البريطانية مدة عشرة أيام رغم فارق العدد والعدة، وبعد ذلك اختبأ في بيته، ولكنه قبض عليه ومعه زملاؤه، واستمر في الحبس مدة ثلاث سنوات ثم لجأ عبد القادر إلى السعودية، وعاش في ضيافة الملك عبد العزيز منذ عام 1944م، ولمدة عامان.
و في مصر وضع خطة إعداد المقاومة الفلسطينية ضد الدولة الإسرائيلية المرتقبة، ووضع خطة لتنظيم عمليات تدريب وتسليح وإمداد المقاومة الفلسطينية، وأنشأ لهذا الغرض معسكرًا سريًّا (بالتعاون مع قوى وطنية مصرية وليبية) على الحدود المصرية الليبية لإعداد المقاتلين وقام بتدريب عناصر مصرية على القيام بأعمال قتالية (وهي العناصر التي شاركت في حملة المتطوعين في حرب فلسطين، وفي حرب القناة ضد بريطانيا بعد ذلك) كما قام بالتنسيق مع قائد الهيئة العربية العليا ومفتي فلسطين الحاج: "أمين الحسيني" لتمويل خطته وتسهيل الحركة على جميع جبهات فلسطين، وتنسيق العمل مع المشايخ والزعماء داخل فلسطين.
في الجولة العربية – الصهيونية الأولى
واستعد للجولة العربية الصهيونية الأولى من خلال إنشاء معمل لإعداد المتفجرات، وتدرَّب مجموعات فلسطينية وإقامة محطة إذاعة لتتولى إذاعة البيانات الصادرة عن المقاومة الفلسطينية وحث المجاهدين في منطقة رام الله.
ثم أقام محطة لاسلكية في مقر القيادة بمنطقة بيرزيت، وعمل شفرة اتصال حتى لا
يتعرف الأعداء على مضمون المراسلات ونظم فريق مخابرات لجمع المعلومات عن العدو وفريق آخر لردع عمليات القتل اليهودية.
دخل عبد القادر فلسطين بعد قرار التقسيم وقاد قطاع القدس ووقف زحف القوى اليهودية وقاد الهجوم على المستوطنات اليهودية المحيطة بالقدس، وخاض معارك، مثل:
§ الهجوم على حي "سانهدريا" مقر قيادة عسكرية لليهود.
§ الهجوم على "ميقور حاييم"، وكان مركزًا للهجوم على الأحياء العربية، وقد قضى عليهم فيه.
§ معركة "صوريف" في 16/1/1948م، وفيها قضى على قوة يهودية من 50 يهوديًّا مزودين بأسلحة ثقيلة، 12 مدفع برن بالإضافة إلى الذخيرة والبنادق.
§ معركة بيت سوريك.
§ معركة رام الله – اللطرون.
§ معركة النبي صموئيل.
§ الهجوم على مستعمرة النيفي يعقوب.
§ معركة بيت لحم الكبرى.
معركة القسطل ونهاية الجهاد الكبير
وكانت نهاية الجهاد الكبير معركة القسطل، و كان اليهود قد استطاعوا احتلالها، وهي في موقع تمكنهم من التقدم إلى القدس؛ فسارع عبد القادر إلى دمشق حيث القيادة العربية لمنطقة القدس، وطالب بالسلاح والرجال، فرفضوا، فأراد السلاح فقط، فرفضوا، فأراد الذخيرة فقط فرفضوا ولم يرجع إلا ببضع بنادق وثمانمائة جنيه فلسطيني، هي كل ما استطاع الحاج أمين الحسيني بشخصه تدبيره له.
ثم غادر دمشق على وجه السرعة متوجها إلى القدس ومنها توجه إلى القسطل بسرعة فوصلها ظهيرة السابع من نيسان، وعمد على الفور إلى إعادة تنظيم صفوف المجاهدين ،وعين على الميمنة في الجهة الشرقية ،المجاهد حافظ بركات ،وعلى الميسرة من الجهة الغربية،الشيخ هارون بن جازي ،وفي القلب فصيلتان بقيادة إبراهيم أبو دية ،وفي موقع القيادة كان الحسيني ،وعبد الله العمري ،وعلي الموسوس إضافة إلى فصيلى إسناد في الجهة المقابلة ،وبدأ الهجوم وفق هذا الترتيب ،لتتمكن قوات القلب والمسيرة من اكتساح مواقع العدو واستحكاماته الأمامية ،ولكن التقدم كان صعبا بسبب قلة الذخيرة ،وأصيب إبراهيم أبو دية مع ستة عشر من رجاله بجراح ،وهنا اندفع عبد القادر الحسيني لتنفيذ فاقتحم القرية مع عدد من المجاهدين تحت وابل من نيران الصهاينة ومع طلوع فجر الثامن من نيسان ،وقع عبد القادر ومن معه في طوق الصهاينة ،فاندفعت نجدات كبيرة إلى القسطل ،كان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف ،لكن هذه النجدات على كثرتها لم تكن منظمة .
عند الظهر ،تمكن رشيد عريقات من الإمساك بزمام القيادة ،فأمر بتوجيه نيران الأسلحة المتبقية جميعها على القرية لاقتحامها ،وبالفعل تمكن المجاهدون بعد ثلاث ساعات من الهجوم المركز من اقتحام القرية وطرد الصهاينة منها حيث فر من تبقى منهم ،بسيارات مصفحة باتجاه طريق يافا.
وحاول قادة المجاهدين استثمار النصر ،بمطاردة فلول الصهاينة ،ولكن العثور على جثمان الشهيد عبد القادر الحسيني ،ترك في نفوس المجاهدين وقعا أليما ،وساد صفوفهم الارتباك ،وفقد القادة سيطرتهم على الأفراد ،الذين شرعوا في مغادرة القسطل لتشيع عبد القادر الحسيني وعند المساء لم يعد داخل القرية سوى رشيد عريقات وعبد الحليم الجيلاني ،مع عدد قليل من المجاهدين
وحاول القائدان استدعاء نجدات إلى القرية ولكن استشهاد الحسيني كان له وقع الزلزال فلم يستجب أحد ،وفي التاسع من نيسان،شيعت القدس في موكب مهيب جثمان شهيد القسطل ،الذي روي الثرى في الحرم القدسي وفي وقت متأخر من ليل اليوم نفسه ،وانسحب عبد الحليم الجيلاني من القسطل ،مع من بقي معه ،فعاد الصهاينة لاحتلالها في اليوم التالي .. وبينما انشغل المجاهدون في وداع قائدهم الكبير ،استغل الصهاينة الفرصة ليقترفوا المجزرة البشعة في دير ياسين.