الشكر من الاعضاء : 0 عدد الرسائل : 2422 العمر : 55 الموقع : فلسطين-غزة المزاج : هادئ وسام : المزاج : SMS : لا يحزنك إنك فشلت مادمت تحاول الوقوف على قدميك من جديد الدوله : البلد : : فلسطين نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 6009 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: زيد بن الخطاب صقر يوم اليمامة الخميس أكتوبر 09, 2008 6:13 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زيد بن الخطاب هو الأخ الأكبر لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ،
سبقه إلى الإسلام ، وسبقه إلى الشهادة ..
وكان زيد رضي الله عنه بطلا باهر البطولة ، وكان العمل الصامت ،
الممعن في الصمت جوهر بطولته.
وكان إيمانه بالله وبرسوله وبدينه إيمانا وثيقا ، ولم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد ولا في غزوة.
غزوة أحد
يوم أحد ، حين حمي القتال بين المسلمين والمشركين راح زيد بن الخطاب رضي الله عنه يضرب ويضرب ..
وأبصره أخوه عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وقد سقط درعه عنه ،
وأصبح أدنى من الاعداء ، فصاح به عمر رضي الله عنه :
( خذ درعي يا زيد فقاتل بها )
فأجابه زيد رضي الله عنه :
( إني أريد من الشهادة ما تريده يا عمر )
وظل يقاتل بغير درع في فدائية باهرة واستبسال عظيم.
يوم اليمامة
جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، وحوله جماعة من المسلمين
وبينما الحديث يجري ، أطرق الرسول صلى الله عليه وسلم لحظات ،
ثم وجه الحديث لمن حوله قائلا:
" إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من جبل أحد "
وظل الخوف بل الرعب من الفتنة في الدين ، يراود ويلح على جميع
الذين شهدوا هذا المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كل منهم يحاذر ويخشى أن يكون هو الذي يتربص به سوء المنقلب
وسوء الختام ، ولكن جميع الذين وجه إليهم الحديث يومئذ ختم لهم
بخير ، وقضوا نحبهم شهداء في سبيل الله ، وما بقي منهم حيا سوى
أبي هريرة رضي الله عنه و " الرجال بن عنفوة ".
ولقد ظل أبو هريرة رضي الله عنه ترتعد فرائصه خوفا من أن تصيبه تلك النبوءة.
ولم يرقأ له جفن ، وما هدأ له بال حتى دفع القدر الستار عن صاحب
الحظ التعس ، فارتد " الرجال " عن الإسلام ولحق بمسيلمة الكذاب ، وشهد له بالنبوة .
هنالك استبان الذي تنبأ له الرسول صلى الله عليه وسلم بسوء المنقلب وسوء المصير.
و" الرجال بن عنفوة " هذا ذهب ذات يوم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
مبايعا ومسلما ، ولما تلقى منه الإسلام عاد إلى قومه ، ولم يرجع إلى
المدينة إلا اثر وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم واختيار الصديق رضي الله عنه خليفة على المسملين ..
ونقل إلى أبي بكر رضي الله عنه أخبار أهل اليمامة والتفافهم حول
مسيلمة ، واقترح على الصديق رضي الله عنه أن يكون مبعوثه إليهم
يثبتهم على الإسلام ، فأذن له الخليفة.
وتوجه " الرجال " إلى أهل اليمامة ، ولما رأى كثرتهم الهائلة ظن أنهم
الغالبون ، فترك الإسلام ، وانضم لصفوف مسيلمة الذي سخا عليه بالوعود.
وكان خطر " الرجال " على الإسلام أشد من خطر مسيلمة ذاته ،
ذلك لأنه استغل إسلامه السابق ، وحفظه لآيات كثيرة من القرآن ،
استغلالا خبيثا في دعم سلطان مسيلمة وتوكيد نبوته الكاذبة.
ولقد زادت أعين الملتفين حول مسيلمة زيادة طافحة بسبب أكاذيب " الرجال " هذا.
وكانت أنباء " الرجال " تبلغ المدينة ، فيتحرق المسلمون غيظا من
هذا المرتد الخطر الذي يضل الناس ضلالا بعيدا ، والذي يوسع بضلاله
دائرة الحرب التي سيضطر المسلمون أن يخوضوها.
وكان أكثر المسلمين تغيظا ، وتحرقا للقاء " الرجال " الصحابي الجليل
الذي تتألق ذكراه في كتب السيرة والتاريخ تحت هذا الاسم الحبيب زيد بن الخطاب رضي الله عنه .
فالرجال في رأي زيد رضي الله عنه ، لم يكن مرتدا فحسب ، بل كان
كذابا ، منافقا ، وصوليا .. لم يرتد عن اقتناع ..
بل عن وصولية حقيرة ونفاق بغيض هزيل.
وزيد رضي الله عنه في بغضه النفاق والكذب ، كأخيه عمر رضي الله عنه تماما ..
كلاهما لا يثير اشمئزازه ، مثل النفاق الذي تزجيه الأغراض الدنيئة.
ولقد أعد زيد نفسه ليختم حياته المؤمنة بمحق هذه الفتنة ، لا في
شخص مسيلمة بل في شخص من هو أكبر من خطرا ، وأشد جرما " الرجال بن عنفوة ".
وبدأ يوم اليمامة مكفهرا شاحبا ، وجمع خالد بن الوليد رضي الله عنه
جيش الإسلام ، ووزعه على مواقعه ودفع لواء الجيش إلى زيد بن الخطاب رضي الله عنه .
وقاتل بنو حنيفة أتباع مسيلمة قتالا مستميتا ضاريا..
ومالت المعركة في بدايتها على المسلمين ، وسقط منهم شهداء
كثيرون ، ورأى زيد رضي الله عنه مشاعر الفزع تراود بعض أفئدة
المسلمين ، فعلا ربوة هناك ، وصاح في اخوانه :
( أيها الناس عضوا على أضراسكم ، واضربوا في عدوكم ، وامضوا
قدما ، والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله ، أو ألقاه سبحانه فأكلمه بحجتي )
ونزل من فوق الربوة ، عاضا على أضراسه ، زاما شفتيه لا يحرك لسانه بهمس.
وتركز مصير المعركة لديه في مصير " الرجال " ، فراح يخترق الخضم
المقتتل كالسهم ، باحثا عن الرجال حتى أبصره ..
وهناك راح يأتيه من يمين ، ومن شمال ، وكلما ابتلع طوفان المعركة
غريمه وأخفاه ، غاص زيد رضي الله عنه وراءه حتى يدفعه الموج
إلى السطح من جديد ، فيقترب منه زيد رضي الله عنه ويبسط إليه
سيفه ، ولكن الموج البشري المحتدم يبتلع الرجال مرة أخرى ،