بيانات العضو
جريح المشاعر مدير المنتدى
معلومات الاتصال
موضوع: أنس بن مالك رضي الله عنه الإثنين يونيو 30, 2008 12:23 am [size=21]§][][ أنس بن مالك رضي الله عنه ][][§ أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري ، ولد بالمدينة ، وأسلم صغيرا وهو أبو ثمامة الأنصاري النجاري ، وأبو حمزة كناه بهذا الرسـول صلى الله عليه وسلم وخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنوات .§][][ خدمة النبي ][][§ يقول أنس رضي الله عنه : أخذت أمي بيدي وانطلقت بي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( يا رسول الله إنه لم يبقى رجل ولا امرأة من الأنصار إلا وقد أتحفك بتحفة ، وإني لا أقدر على ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فخذه فليخدمك ما بدا لك ) فخدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فما ضربني ضربة ، ولا سبني سبة ، ولا انتهرني ، ولا عبس في وجهي ، فكان أول ما أوصاني به أن قال : ( يا بُني أكتم سري تك مؤمنا ) فكانت أمي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألنني عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخبرهم به ، وما أنا مخبر بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أبدا . §][][ تزكية النفس ][][§ كانت مدة صحبته أنس بن مالك رضي الله عنه عشر سنوات كاملات , نهل فيها من هديه ما زكى به نفسه , ووعى من حديثه ما ملأ به صدره , وعرف من أحواله و أخباره و أسراره و شمائله ما لم يعرفه أحد سواه . و لقي أنس بن مالك رضي الله عنه من كريم معاملة النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يظفر به ولد من والد ، وذاق من نبيل شمائله , و جليل خصاله ما تغبطه عليه الدنيا .§][][ صور مضيئة ][][§ قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا , و أرحبهم صدرا و أوفرهم حنانا ، فقد أرسلني يوما لحاجة فخرجت , وقصدت صبيانا كانوا يلعبون في السوق لألعب معهم و لم أذهب إلى ما أمرني به , فلما صرت إليهم شعرت بإنسان يقف خلفي , و يأخذ بثوبي ، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم و يقول : " يا أُنيس أذهبت إلى حيث أمرتك؟ " فارتبكت و قلت : ( نعم .. إني ذاهب الآن يا رسول الله والله لقد خدمته عشر سنين , فما قال لشيء صنعته : لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته : لم تركته ؟ ) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نادى أنسا ناداه ( أنيسا ) بصيغ التصغير تحببا و تدليلا ، و كان يغدق عليه من نصائحه و مواعظه ما ملأ قلبه و ملك لبه . من ذلك قوله له : " يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فافعل ، يابني إن ذلك من سنتي , و من أحيا سنتي فقد أحبني و من أحبني كان معي في الجنة يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم يكن بركة عليك و على أهل بيتك "§][][ بركة دعاء النبي ][][§ عندما أخذته أمه ( أم سليم ) رضي الله عنهما الى رسـول الله صلى الله عليه وسلم وعمره يوم ذاك عشر سنين قالت : ( يا رسـول الله ، هذا أنس غلامك يخدمك فادع الله له ) فقبله الرسـول صلى الله عليه وسلم بين عينيه ودعا له : ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له ، وأدخله الجنة ) فعاش تسعا وتسعيـن سنة ، ورزق من البنين والحفـدة الكثيريـن كما أعطاه الله فيما أعطاه من الرزق بستانا رحبا ممرعا كان يحمل الفاكهة في العام مرتين ، ومات وهو ينتظر الجنة .§][][ الحديث عن الرسول ][][§ كان أنس رضي الله عنه قليل الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا حدث يقول حين يفرغ : أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد حدث مرة بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل : ( أنت سمعته من رسول الله ؟ ) فغضب غضبا شديدا وقال : ( والله ما كل ما نحدثكم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن كان يحدث بعضنا بعضا ، ولا نتهِم بعضنا ) §][][ البحرين ][][§ لما استخلف أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعث الى أنس بن مالك رضي الله عنه ليوجهه الى البحرين على السعاية ، فدخل عليه عمر رضي الله عنه فقال له أبو بكر رضي الله عنه : ( إني أردت أن أبعث هذا الى البحرين وهو فتى شاب ) فقال له عمر رضي الله عنه ابعثه فإنه لبيب كاتب ) §][][ علمه ][][§ عاش أنس بن مالك رضي الله عنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من ثمانين عاما ، ملأ خلالها الصدور علما من علم الرسول صلى الله عليه وسلم , و أحيا فيها القلوب بما بثه بين الصحابة والتابعين من هدي النبي صلى الله عليه وسلم . ولما مات أنس رضي الله عنه قال مؤرق العجلي : ( ذهب اليوم نصف العلم ) فقيل له : ( وكيف ذاك يا أبا المُغيرة ؟ ) قال : ( كان الرجل من أهل الأهواء إذا خالفنا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا له : تعال الى من سمعه منه ) يعني أنس بن مالك رضي الله عنه .§][][ فضله ][][§ دخل ثابـت البناني على أنس بن مالك رضي اللـه عنه فقال : ( رأت عيناك رسـول اللـه صلى الله عليه وسلم ؟ ) فقال : ( نعم ) فقبلهما ثم قال : ( فمشت رجلاك في حوائج رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم ؟) فقال نعم ) فقبّلهما ثم قال : ( فصببت الماء بيديك ؟ ) قال : ( نعم ) فقبلهما ثم قال له أنس رضي الله عنه : ( يا ثابت ، صببت الماء بيدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم لوضوئه فقال لي : " يا غلام أسبغ الوضوء يزد في عمرك ، وأفش السلام تكثر حسناتك ، وأكثر من قراءة القرآن تجيء يوم القيامة معي كهاتين " وقال بأصبعيه هكذا السبابة والوسطى ) و ظل أنس بن مالك رضي الله عنه يعيش مع ذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امتدت به الحياة ، فكان شديد البهجة بيوم لقائه ، سخي الدمعة على يوم فراقه , كثير الترديد لكلامه ، حريصا على متابعة أقواله و أفعاله , يحب ما أحب , و يكره ما كره , و كان أكثر ما يذكره من أيامه يومان : يوم لقائه معه أول مرة , و يوم مفارقته له آخر مرة. فإذا ذكر اليوم الأول سعد به و انتشى و إذا خطر له اليوم الثاني انتحب و بكى و أبكى من حوله من الناس . و كثيرا ما كان يقول : ( لقد رأيت النبي عليه الصلاة والسلام يوم دخل علينا , و رأيته يوم قبض منا , فلم أر يومين يشبهانهما .. ففي يوم دخوله المدينة أضاء فيها كل شيء ... وفي اليوم الذي أوشك فيه أن يمضي إلى جوار ربه أظلم فيها كل شيء ... و كان آخر نظرة نظرتها إليه يوم الإثنين حين كشفت الستارة عن حجرته , فرأيت وجهه كأنه ورقة مصحف , و كان الناس يومئذ وقوفا خلف أبي بكر ينظرون إليه , و قد كادوا أن يضطربوا , فأشار إليهم أبو بكر أن اثبتوا . ثم توفي الرسول عليه الصلاة والسلام فما نظرنا منظرا كان أعجب إلينا من وجهه صلى الله عليه وسلم حين واريناه ترابه )§][][ وفاته ][][§ توفي رضي الله عنه في البصرة ، فكان آخر من مات في البصرة من الصحابة ، وكان ذلك على الأرجح سنة ( 93 هـ ) وقد تجاوز المئة ودفن على فرسخين من البصرة ، قال ثابـت البُنانـي : ( قال لي أنس بن مالك : هذه شعرة من شعر رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم فضعها تحت لساني ) قال : ( فوضعتها تحت لسانه ، فدُفن وهي تحت لسانه ) كما أنه كان عنده عُصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات فدفنت معه بين جيبه وبين قميصه ، وقال أنس بن سيرين : شهدت أنس بن مالك وحضره الموت فجعل يقول : ( لقنوني لا إله إلا الله ، فلم يزل يقولوها حتى قبض ) هنيئا لأنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه على ما أسبغه الله عليه من خير .. فقد عاش في كنف الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات كاملات ... و كان ثالث اثنين في رواية حديثه هما أبو هريرة , و عبد الله بن عمر رضي الله عنهم جميعامـنـتـديـات جـريـح الـمـشـاعـر
جريح المشاعر