الشكر من الاعضاء : 5 عدد الرسائل : 3924 العمر : 44 الموقع : قطر العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : طيب المزاج : SMS : تحياتي لكم:
جــريـح الـمشــاعـر الدوله : البلد : : قطر دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 10374 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: تدريس السحر فى كليات الطب - فك اشتباك الإثنين يونيو 30, 2008 2:43 pm
منذ قليل كنت أشاهد برنامج الأستاذ محمود سعد، و الذى عرض فيه فكرة أستاذ أمراض النساء د. ثابت لتدريس السحر و الاستفادة من طرقه لقطع الطريق على المعالجين غير المقننين، و اجتذاب مرضاهم لمتخصصين. فكان الرد الطبيعى ضده هو رد د. الفرماوى أستاذ أصول الدين مستعينا بنقيب الأطباء د. حمدى السيد بأن السحر كفر.
لا جدال بأن السحر كفر و يقود للكفر لكن الأمر كان مبهما مثلما يحدث كثيرا فى برامج الحوار التى لا تعطى المتحدث فرصته الكاملة لعرض ما لديه من العلم إن كان عالما أو إيضاح فكرته إن كان صاحب فكر، لكنه قد تفيد الدجالين الذين يريدون تسليط الأضواء على ذواتهم أو الانتصار الكلامى على من هم أكثر أصالة فى الفكر منهم بوسائل بسيطة لا تناسب وقار العلم بل و وضوحه، الذى يتبدى فى الطب، الذى لا يخجل أن يعرض معلومات غزيرة للمرضى خلال التعامل معهم مما يعطيهم اطمئنانا و فهما لا كما يفعل الدجالون بتلبيس الحق بالباطل و النافع بالضار فيخلط وسائل علاجية من أعشاب و علاج طبيعى - مثل الحرت و الفرت- الذى ذكره الحاضرون بالبرنامج- بأساليب السحر - إن كان حقا تعلم علم السحر المذموم لا يدعيه.
بداية يجب أن يعلم القارئ أن من وظائف العلوم بيان معنى الكلام، و فى كل تخصص تحديد معانى الاصطلاحات الخاصة بالعلم المتدارس قبل البدء فى تعلمه، و تحديد تعريفات الموضوعات المتدارسة فى مبدأ الكلام عنها، لا يختلف فى ذلك الطب عن علوم الشريعة، ربما يختلفان فى المنهج الذى يتخذ للوصول لنتائج من خلال هذه العلوم فالطب يأخذ المنهج التجريبى الذى يصل للحقائق التطبيقية النافعة و التى لا بد لها أن تكون قابلة للتكرار لا حدثت فى ظروف غير واضحة حتى يتم إقرارها للعلاج و التداوى، بينما علوم الشرع تستند أول ما تستند إلى النقل من القرآن و السنة النبوية الشريفة و التى منها و من قواعد العقل السليم و إجماع العلماء يكون المنهج الاستقرائى وسيلة الوصول للأحكام و النتائج المفيدة لحياة الإنسان النفسية و الاجتماعية بل و العملية.
حينما نتفق على معنى السحر الذى عناه الضيفان بأنه واحد يمكن لنا أن نتجادل حول جدواه أو تحريمه، لكن البداية كانت خاطئة فكل فى واد و كل يتحدث عما فى خاطره.
ذكر الإمام أبو حامد الغزالى فى كتابه إحياء علوم الدين أن العلوم منها علوما محمودة، كعلوم الطب و الشريعة، و علوما مذمومة كعلوم السحر و التنجيم، و هى مما ابتلينا فى زماننا بادعائها تارة على سبيل التفكه و تارة على سبيل استغفتال الناس و النصب عليهم و تارة لوجود جهل و توارث علوم مضرة من أهل أو أصدقاء فيعرف فلانا أنه الساحر المعالج الذى يقف الناس على بابه بالطوابير ، و أن فلانة كانت تبعث بالجن إلى مرضاها لعمل عمليات جراحية. لعل العلماء أكثر منى قدرة على إيضاح أن الاتصال بالجن محرم على الإنس، و أن الاستعانة بهم ترهق الإنسان، قال تعالى: " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"، فإن كان علم السحر لتسخير جن أو لقراءة تعويذة لمحبة أ, بغضاء و وسائل رفضتها النبوات الصحيحة و الكتب السماوية، مثلما رفضت الاتكال على ظنون النجوم من تقابل أفلاك و تعامد نجوم، فى حياة البشر التى تعتمد علىحركتم ، و التوكل المباشر على رب العالمين دون واسطة أو رقيب.
من هنا نجد موقف الدكتور الفرماوى مفهوما حتى منتصف الحلقة حينما لم تكن أهداف الدكتور ثابت واضحة، حيث قرر أن السحر كفر و من الموبقات السبع، لكن الدكترو ثابت حينما دخل فى موضوعات تعتبر من الطب البديل كعملية الحرت و الفرت تلك ، و ذكر أنه ثبت له بالتجربة انها وسيلة ناجعة للعلاج ، كان يجب تحويل الحديث إلى حديث ذو جدوى. فالمعالج الشعبى قد يسمى حلاقا فينفى عنه شبهة السحر، و قد يسمى ساحرا لأنه يخلط طرق علاج بطرق سحر، و ربما قالها عن نفسه ليشتهر لدى العامة من الجهلاء أو أنصاف المتعلمين الذين لم يستفيدوا من علم و لا دين، و ضعفت نفوسهم عن طلب الفضل من الله، و طلب التداوى من مصادره الموثوقة.
إذا كان الدكتور ثابت، يقصد بالسحر العلاجات البديلة، من أعشاب و طرق كالتدليك و الحجامة و كاساتن الهواء و غيرها، فهذا علم نافع لكن الطب الغربى بإهماله لسنين طويلة و التركيز على مستحدثات العلوم الطبيعية- الوضعية من الكيمياء و الفيزياء و التكنولوجيا التى كانت كل يوم تبهر بما لم يعلم من قبل، كان الطب الغربى بذلك يترك جانبا هاما يحتاج إلىالتقنين لكى يصبح عاملا و لو مساعا فى مكانه لا أن يظل حرفة لدى من يسمون إن أحسنوا- بالمعلجين التقليديين- هذا هو التحدى الذى يواجه الطب الغربى الحديث أن يأخذ كل طرائق العلاج البديلة فيمحصها و يفرز الحق من الادعاء ليفيد الناس، بطرق تجريبية واضحة، و يصبح لهؤلاء المعالجين رخصة للعمل كما يحدث فى العلاج الطبيعى مثلا، فهل هذا أمر عسير على منظومة الطب المتكاملة، أم أن حسابات كحسابات شركاتن الأدوية العملاقة قد تدفع الفريقين مثلما نرى أحيان لرفض بعضهم البعض، فنرى اهل الطب الحديث يرفضون الحديث تماما عن الطرق الشعبية مثلما كان د.على يرفض فكرة استخدام زيت القنديل، لأنه يجده مضرا، و لو دون تجربة، و نرى أهل الطب البديل و المتزعمين له فى عصرنا يرفضون أشياء هى مستقرة و مجربة كأن يقول أحدهم لأحد المرضى لا تذهب لطبيب يحمل مشرطا فليس هذا هو الطب. ربما أطلت لكن الموضوع يحتاج لاستفاضة و تمعن أكثر و ليس كلاما مرسلا فقط، و يحتاج إلى عمل دائب متصل من التجارب و الرسائل و الأبحاث، لكن منظومتنا تحتاج لدعم حقيقى فى الطرق البحثية و الأخلاق العلمية حتى نستطيع الخوض فى هذا البحر، لكن هذا أمر آخر يحتاج لحديث آخر.
منقول للفائدة
ضع اعلانك هنا نصي او بنري او اعلان لجوجل
بيانات العضو
جريح المشاعر
مدير المنتدى
معلومات العضو
الشكر من الاعضاء : 5 عدد الرسائل : 3924 العمر : 44 الموقع : قطر العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : طيب المزاج : SMS : تحياتي لكم:
جــريـح الـمشــاعـر الدوله : البلد : : قطر دعاء : نقاط الاعضاء حسب نشاطهم بالمنتدى : 10374 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
إعلانات المنتديات
معلومات الاتصال
موضوع: رد: تدريس السحر فى كليات الطب - فك اشتباك الأحد يوليو 13, 2008 1:30 am